مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٤١٣
ولواحقه والمعدودات من جملته.
وروى ابن بابويه في معاني الاخبار أنه سئل ابن عباس عن الصائم هل يجوز له أن يحتجم في شهر رمضان؟ قال:
نعم ما لم يخش ضعفا على نفسه. قلت:
فهل تنقض الحجامة صومه؟ قال: لا.
قلت: فما معنى قول النبي صلى الله عليه وآله حين رأى من يحتجم في شهر رمضان (أفطر الحاجم والمحجوم)؟ فقال: إنما أفطرا لأنهما تسابا وكذبا في سبهما على رسول الله صلى الله عليه وآله لا للحجامة.
ثم قال ابن بابويه: وللحديث معنى آخر، وهو أنه من احتجم فقد عرض نفسه للاحتياج إلى الافطار لضعف لا يؤمن أن يعرض له فيحوجه إلى ذلك. ثم قال:
سمعت بعض المشائخ بنيسابور يذكر في معنى قول الصادق عليه السلام (أفطر الحاجم والمحجوم) أي دخلا بذلك في فطرتي وسنتي، لان الحجامة مما أمر به عليه السلام فاستعمله انتهى (1).
وهذا أقرب المعاني إلى حقيقة اللفظ وفي حديث أهل البيت عليهم السلام (نحن نحت الشوارب ونعفي اللحى وهي الفطرة) أي الدين والسنة.
ومثله (قص الأظفار من الفطرة).
ومثله (إن الله أعطى محمدا صلى الله عليه وآله الفطرة الحنيفية السهلة لا رهبانية ولا سياحة).
وفي الحديث تكرر الذكر في زكاة الفطرة، والفطرة تطلق على الخلقة وعلى الاسلام، والمراد منها على الأول زكاة الأبدان وعلى الثاني زكاة الدين.
وقولهم (تجب الفطرة) على حذف مضاف، والأصل تجب زكاة الفطرة، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه واستغني به في الاستعمال لظهور المراد.
وتفطرت قدماه: أي تشققت وانفطرت بمعنى تفطرت.
ف ط س الفطس بالتحريك: تطامن قصبة الانف وانتشارها. والرجل أفطس والمرأة فطساء.
و (الحسن الأفطس) هو الحسن بن علي بن الحسين عليه السلام، كأنه ولد

(1) معاني الاخبار ص 319.
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445