مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٤٢١
ورجليه دخل الجنة) فقماه: لحياه.
والمعنى: من حفظ لسانه وفرجه دخل الجنة.
وفي الحديث (حرم المدينة من ذباب إلى فأقم) هو اسم موضع كالعريض والنقيب من قبل مكة.
ف ق ه قوله تعالى * (ولكن لا تفقهون تسبيحهم) * [17 / 44] أي لا تفهمونه من قولهم فقهت الكلام: إذا فهمته، ومنه سمي الفقيه فقيها.
يقال فقه الرجل بالكسر يفقه فقها من باب تعب: إذا علم.
وفقه بالضم مثله، وقيل: الضم إذا صار الفقه له سجية.
وفلان لا يفقه أي لا يفهم.
ثم خص به (علم الشريعة).
قال بعض الاعلام: الفقه هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد، ويسمى العلم بالاحكام فقها، والفقيه: الذي علم ذلك واهتدى به إلى استنباط ما خفي عليه - انتهى.
وقد فقه بالضم فقاهة، وفقهه الله، وتفقه: إذا تعاطى ذلك.
وفاقهته: إذا باحثته في الفقه.
وفي الحديث (من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما) قال بعض الشارحين: ليس المراد به الفقه بمعنى الفهم فإنه لا يناسب المقام، ولا العلم بالأحكام الشرعية عن أدلتها التفصيلية فإنه مستحدث، بل المراد البصيرة في أمر الدين، والفقيه أكثر ما يأتي في الحديث بهذا المعنى، فالفقيه هو صاحب البصيرة، وإليها أشار صلى الله عليه وآله بقوله (لا يفقه العبد كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله، وحتى يرى للقرآن وجوها كثيرة، ثم يقبل على نفسه فيكون لها أشد مقتا).
ثم قال: هذه البصيرة إما موهبية وهي التي دعا بها النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام حين أرسله إلى اليمن حيث قال (اللهم فقهه في الدين) أو كسبية وهي التي أشار إليها أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال لولده الحسن عليه السلام (وتفقه يا بني في الدين) - انتهى كلامه.
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445