فطرتها أي ابتدأت حفرها (1) قوله: * (السماء منفطر به) * [73 / 18] أي مثقلة بيوم القيامة اثقالا يؤدى إلى إنفطارها.
وانفطرت السماء: انشقت. والفطور:
الصدوع والشقوق.
و * (يتفطرن) * [19 / 90] يتشققن قوله: * (فطرة الله التي فطر الناس عليها) * [6 / 14] يقال فطر الله الخلق من باب قتل، أي خلقهم، والاسم الفطرة بالكسر.
وفي الحديث المشهور بين الفريقين (كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) (2).
والفطرة بالكسر: الخلقة، وهي من الفطر كالخلقة من الخلق في أنها للحالة ثم انها جعلت للخلقة القابلة لدين الحق على الخصوص، والمعنى كل مولود يولد على معرفة الله تعالى والاقرار به فلا تجد أحدا إلا وهو يقر بأن له صانعا وإن سماه بغير اسمه أو عبد معه غيره، فلو ترك عليها لاستمر على لزومها وإنما يعدل عنها لآفة من التضليل كالتهويد والتنصر والتمجيس.
وقوله (حتى يهودانه) أي ينقلانه إلى دينهم.
وقال بعض المتبحرين: ويشكل هذا التفسير أن حمل اللفظ على حقيقته فقط، لأنه يلزم منه أن لا يتوارث المشركون مع أولادهم الصغار قبل أن يهودوهم وينصروهم ويمجسوهم، واللازم باطل بل الوجه حمله على الحقيقة والمجاز معا، أما حمله على المجاز فعلى ما قبل البلوغ، وذلك أن إقامة الأبوين على دينهما سبب جعل الولد تابعا لهما، فلما كانت الإقامة سببا جعل تهويدا وتنصرا وتمجيسا مجازا، ثم أسند إلى الأبوين توبيخا لهما وتقبيحا عليهما، فكأنه قال: وإنما أبواه بإقامتهما على الشرك يجعلانه مشركا كأنفسهم، ويفهم من هذا أنه لو أقام أحدهما على الشرك وأسلم الآخر لا يكون مشركا بل مسلما. وأما حمله على الحقيقة فعلى ما بعد البلوغ لوجود الكفر من الأولاد.