مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٤١٢
وفي كتاب التوحيد للشيخ الصدوق محمد بن بابويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله * (حنفاء لله غير مشركين به) * وعن الحنيفية؟ فقال: هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله قال: فطرهم الله على المعرفة (1).
قال زرارة: وسألته عن قول الله تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم) * الآية. قال: أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذر فعرفهم وأراهم صنعه، ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله (كل مولود يولد على الفطرة) يعني على المعرفة بأن الله تعالى خالقه، فذلك قوله: * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) * (2).
وفي الحديث (إن الله خلق الناس كلهم على الفطرة التي فطرهم عليها لا يعرفون إيمانا بشريعة ولا كفرا بجحود، ثم بعث الله الرسل تدعو العباد إلى الايمان).
وفيه (أفضل ما يتوسل به المتوسلون كلمة الاخلاص فإنها الفطرة، وإقام الصلاة فإنها الملة). قيل أشار بالأولى إلى الاقرار بلا إله إلا الله فإنها كانت يوم الميثاق، وبالثانية إلى أنها كانت في دين الأنبياء السابقين عليهم السلام ومللهم.
وفي الخبر (عشرة من الفطرة) وفسر كثير من العلماء الفطرة هنا بالسنة، أي عشرة أشياء من سنن الأنبياء التي أمرنا بالاقتداء بهم فيها، فكأنها أمر جبلي فطروا عليه، والمعنى أنها من سنة إبراهيم عليه السلام. ولو فسرت الفطرة هنا بالدين لكان أوجه لأنها مفسرة في كتاب الله كذلك، قال الله تعالى: * (فطرة الله التي فطر الناس عليها) * أو يكون المراد بالفطرة ما كان إبراهيم عليه السلام يتدين به على ما فطر الله عليه، ويكون معنى الحديث عشرة من توابع الدين

(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445