مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ١٩٧
* (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) * يعني القتل والزنا. وأما داود (ع)...
إنما ظن أن ما خلق الله عز وجل خلقا هو أعلم منه فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا له: * (خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب) * فعجل داود (ع) على المدعى عليه فقال * (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) * ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ولم بقيل على المدعى عليه فيقول له ما تقول، فكان هذا خطيئة رسم حكم لا ما ذهبتم إليه.
ألا تسمع الله عز وجل يقول: * (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) * إلى آخر الآية... وأما محمد صلى الله عليه وآله وقول الله عز وجل: * (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) * فإن الله عرف نبيه صلى الله عليه وآله أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الآخرة وانهن أمهات المؤمنين واحدى من سمى له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفى صلى الله عليه وآله اسمها في نفسه ولم؟؟ لكيلا يقول أحد من المنافقين أنه قال في امرأة في بيت رجل أنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين قال الله تعالى * (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) * يعني في نفسك، وان الله تعالى ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حوى من آدم وزينب من رسول الله وفاطمة من علي) قال علي بن محمد بن الجهم: يا بن رسول الله أنا تائب إلى الله من أن أنطق في أنبياء الله عليهم السلام بعد يومي هذا إلا بما ذكرته (1).
وفي حديث القدسي على ما رواه الزمخشري: (لأدخل الجنة من أطاع عليا وإن عصاني وأدخل النار من عصاه وإن أطاعني) قال: وهذا رمز حسن، وذلك

(1) عيون أخبار الرضا ص 107.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445