مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٢١٨
ويقال أركض برجلك: أي ادفع برجلك والركض: الدفع بالرجل.
قوله: (إذا هم منها يركضون) [21 / 12] أي يهربون وينهزمون.
وعن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون) قال: إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام هربوا إلى الروم، فيقول لهم الروم لا ندخلكم حتى تنتصروا، فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم، فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح، فيقول أصحاب القائم لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا. قال:
فيدفعونهم إليهم، فذلك قوله تعالى:
(لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون) قال:
يسألونهم عن الكنوز ولهم علم بها. قال:
فيقولون (يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين) بالسيف وهو سعيد بن عبد الملك الأموي صاحب نهر سعيد بالرحبة (1).
وفي حديث الاستحاضة " إنما هو عرق عاند أو ركضة من الشيطان " (2) أي دفعة وحركة من الشيطان، والمعنى إن الشيطان قد وجد بذلك طريقا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها ذلك عادتها، وصار في التقدير كأنه ركضة بآلة من ركضاته - كذا في النهاية.
وفي المغرب: إنما أضيف ذلك إلى الشيطان وإن كانت من فعل الله تعالى لأنها ضرر وسيئة، والله تعالى يقول:
(وما أصابك من سيئة فمن نفسك) أي بفعلك، ومثل هذا يكون بوسوسة الشيطان وإسناد الفعل إلى السبب كثير، وسيجئ مزيد بحث في الحديث في عرق.
ر ك ع قوله تعالى: (واركعوا مع الراكعين) [2 / 43] أي مع المسلمين،

(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575