وفي حديث العلم: " لا يقبض الله العلم بعد ما يهبطه، ولكن يموت العالم فيذهب بما يعلم، فتليهم الجفاة فيضلون ويضلون " يريد بالجفاة: الذين يعملون بالرأي ونحوه مما لم يرد به شرع.
وفي حديث السفر: " زاد المسافر الحداء والشعر ما كان منه ليس فيه جفاء " أي بعد عن آداب الشرع.
وفى حديث الإبل: " فيها الشقاء والجفاء " أي المشقة والعناء وعدم الخير، لأنها إذا أقبلت أدبرت.
ج ل ب قوله تعالى: (وأجلب عليهم بخيلك) [17 / 64] هي من الجلبة وهي الصياح، أي صح عليهم بخيلك ورجلك واحشرهم عليهم، يقال: " جلب على فرسه جلبا " من باب قتل: استحثه للعدو وصاح به ليكون هو السابق، وهو ضرب من الخديعة، و " أجلب عليه " لغة.
وفي الحديث: " لا جلب ولا جنب ولا شغار في الاسلام " (1). الجلب:
الذي يجلب من الخيل يركض معها، والجنب الذي يقوم في أعراض الخيل فيصيح بها، والشغار كان الرجل يزوج الرجل في الجاهلية ابنته بأخته - كذا في معاني الاخبار (2).
وفي المصباح " لا جلب ولا جنب " بفتحتين فيهما فسر بأن رب الماشية لا يكلف جلبا إلى البلد ليأخذ الساعي منها الزكاة، بل يقال: خذ زكاتها عند المياه.
وقوله: " ولا جنب " أي إذا كانت الماشية في الأفنية فتترك فيها ولا تخرج إلى المرعى ليخرج الساعي لاخذ الزكاة لما فيه من المشقة، فأمر بالرفق من الجانبين وقيل: معنى " ولا جنب " أي لا يجنب أحد فرسا إلى جانبه في السباق فإذا قرب إلى الغاية انتقل فيها فسبق صاحبه، وقيل غير ذلك - انتهى.
و " جلب الشئ جلبا " من باب ضرب وقتل.