قوله تعالى: (يخرج من بين الصلب والترائب) [68 / 7] " الترائب " جمع " تريبة " وهي أعلى صدر الانسان تحت الذقن. وفي المصباح: هي عظام الصدر بين الثندوة إلى الترقوة.
قوله تعالى: (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) [78 / 4] قال أبو علي: أي يتمنى أن لو كان ترابا لا يعاد ولا يحاسب ليخلص من عقاب ذلك اليوم.
وقال الزجاج: معناه يا ليتني لم أبعث، ثم حكى عن مقاتل أنه قال: إن الله تعالى يجمع الوحوش والهوام والطير وكل شئ غير الثقلين، فيقول: من ربكم؟
فيقولون: الرحمن الرحيم، فيقول لهم الرب - بعد ما يقضي بينهم حتى يقتص للجماء من القرناء -: أنا خلقتكم وسخرتكم لبني آدم وكنتم مطيعين أيام حياتكم فارجعوا إلى الذي كنتم ترابا، فإذا التفت الكافر إلى شئ صار ترابا يتمنى ذلك. وقيل: أراد بالكافر هنا إبليس، عاب آدم بأن خلق من تراب وافتخر بالنار، فيوم القيامة إذا رأى كرامة آدم وولده من المؤمنين قال:
" يا ليتني كنت ترابا ".
وفي الحديث - في قوله (يا ليتني كنت ترابا): " أي من شيعة علي " (1).
وفي الحديث: " عليك بذات الدين تربت يداك " قيل معناه، افتقرت ولا أصبت خيرا على الدعاء. ومثله " تربت يمينك " قال بعض المحققين: وقد ذهب إلى ظاهره - يعنى الحديث - بعض أهل العلم ولم يصب، فإن ذلك وما سلك مسلكه من الكلام تستعمله العرب على أنحاء كثيرة، كالمعتبة والانكار والتعجب وتعظيم الامر والاستحسان والحث على الشئ، والقصد فيه ههنا هو الحث على الجد والتشهير في طلب المأمور به واستعمال التيقظ، مثل قولهم: " إنج لا أبا لك " - انتهى. وهو جيد متين يؤيده ما ذكر في مجمع البحار حيث قال: " تربت " - بالكسر - المدح والتعجب والدعاء عليه والذم بحسب المقام - انتهى. ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وآله لزينب بنت جحش: " تربت يداك، إذا لم أعدل فمن يعدل؟ ".