مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ١٠٥
يسمون ما يجمع أشياء متعددة: أما، كما يسمون الجلدة الجامعة للدماغ وحواسه أم الرأس، ولأنها كالفذلكة لما فصل في القرآن المجيد، لاشتمالها على المعاني في القرآن من الثناء على الله بما هو أهله، ومن التعبد بالأمر والنهي والوعد والوعيد فكأنه نشأ وتولد منها بالتفصيل بعد الاجمال، كما سميت مكة أم القرى لان الأرض دحيت منها.
قوله: (هن أم الكتاب) [3 / 7] ولم يقل أمهات الكتاب لأنه على الحكاية وهي كما يقول الرجل: ليس لي معين، فنقول نحن معينك فتحكيه، وكذلك قوله (واجعلنا للمتقين إماما) [25 / 74] وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (واجعلنا للمتقين إماما) قال " إيانا عنى ". وفي حديث آخر أنه قال: " هذه فينا ". وفي حديث أبي بصير أنه قال " واجعلنا للمتقين إماما) فقال عليه السلام: سألت ربك عظيما إنما هي واجعل لنا من المتقين إماما ".
قوله: (إني جاعلك للناس إماما) [2 / 124] أي يأتم بك الناس فيتبعونك ويأخذون عنك، لان الناس يأمون أفعاله أي يقصدونها فيتبعونها. ويقال للطريق إمام، لأنه يؤم أي يقصد ويتبع.
قوله: (وإنهما لبإمام مبين) [15 / 79] أي لبطريق واضح.
والامام: الكتاب أيضا، قال تعالى (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) [17 / 71] أي بكتابهم، ويقال بدينهم، ويقال بمن أتموا به من نبي أو إمام أو كتاب. وفي حديث الشيعة، وقد قال لهم الصادق عليه السلام " ألا تحمدون الله تعالى إذا كان يوم القيامة فدعا كل قوم إلى من يتولونه وفزعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وفزعتم إلينا، أين ترون يذهب بكم؟
إلى الجنة ورب الكعبة " قالها ثلاثا.
قوله: (يريد الانسان ليفجر أمامه) [75 / 5] أي ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات، وفيما يستقبله من الازمان لا ينزع منه، وقيل معناه يقدم الذنب ويؤخر التوبة، يقول سوف أتوب سوف أتوب إلى أن يأتيه الموت على أسوأ حالة.
قوله: (وجعلنا منهم أئمة يهدون
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614