قال بعض الأفاضل: اشتهر تفسير الأول بخلق الممكنات، والثاني بعلم الشرائع.
قوله تعالى: (لقد جئت شيئا إمرا) [18 / 17] أي عجيبا. والامر بالكسر:
العجيب.
قوله: (وأمر أهلك بالصلاة) [20 / 132] أمره الله تعالى أن يخص أهله دون الناس لان لأهله عند الله منزلة ليست للناس، فأمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم بها خاصة - كذا روي عن الباقر عليه السلام (1). وفي الحديث " أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان، ولا يعي حديثنا إلا صدور أمينة وإحلال رزينة " (2) قيل المراد بأمرهم شأنهم ومالهم من الكمال الخارج عن كمال غيرهم، كالقدرة على ما يخرج عن وسع غيرهم والحديث عن الأمور الغائبة كالوقائع المستقبلة لزمانهم التي وقعت وفق إخبارهم، فإن هذا الشأن صعب في نفسه لا يقدر عليه إلا الأنبياء والأوصياء، ومستصعب الفهم على الخلق معجوز عن حمل ما يلقى منه من الإشارات. ولا يحتمله إلا نفس عبد امتحن الله قلبه للايمان، فعرف كمالهم وكيفية صدور هذه الغرائب عنهم ولم يستنكر ذلك ويتعجب منه ويتلقاه بالتكذيب كما فعل ذلك جماعة من جهال الصحابة، بل يتلقى ما يصدر عنهم بالايمان به أولئك أصحاب الصدور الأمينة والأحلام الرزينة.
هذا وقد تقدم في " صعب " بحث في هذا غير ما هنا.
وفيه " إن صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كل سنة " يعنى به القائم بأمر الله تعالى وفي الدعاء " ليس لنا من الامر إلا ما قضيت " المراد بالأمر النفع.
ومثله " فوضت أمري إلى الله " و " ذكرت الذي من أمرنا " أي حالنا وما جرى علينا. وفي الحديث " رجل عرف هذا الامر " يعني أنكم أوصياء رسول الله حقا أو وجوب التعلم أو التفقه