(وفى قوله وقد كانت البيض القواضب في الوغى) أي السيوف القواطع في الحرب (بواتر) أي قواطع بحسن استعمال إياها (فهي الان من بعده بتر) جمع أبتر إذ لم يبق من بعده من يستعملها استعماله.
وهذا فيما يكون الملحق الاخر اشتقاقا في صدر المصراع الثاني.
(ومنه) أي ومن اللفظي (السجع قيل وهو تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد) في الاخر (وهو معنى قول السكاكي هو) أي السجع (في النثر كالقافية في الشعر) يعنى ان هذا مقصود كلام السكاكي ومحصوله والا فالسجع على التفسير المذكور بمعنى المصدر أعني توافق الفاصلتين في الحرف الأخير.
وعلى كلام السكاكي هو نفس اللفظ المتواطي الاخر في أواخر الفقر ولذا ذكره السكاكي بلفظ الجمع وقال إنها في النثر كالقوافي في الشعر وذلك لان القافية لفظ في آخر البيت اما الكلمة نفسها أو الحرف الأخير منها أو غير ذلك على تفصيل المذاهب وليست عبارة عن تواطئ الكلمتين من أواخر الأبيات على حرف واحد.
فالحاصل ان السجع قد يطلق على الكلمة الأخيرة من الفقرة باعتبار توافقها للكلمة الأخيرة من الفقرة الأخرى وقد يطلق على نفس توافقها ومرجع المعنيين واحد (وهو) أي السجع ثلاثة اضرب (مطرف ان اختلفا) أي الفاصلتين (في الوزن نحو مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلفكم أطوارا) فان الوقار والأطوال مختلفان وزنا (والا) أي وان لم يختلفا في الوزن (فان كان ما في إحدى القرينتين) من الألفاظ (أو) كان (أكثره) أي أكثر ما في أحد لقرينتين (مثل ما يقابله) من القرينة الأخرى (في الوزن والتقفية) أي التوافق على الحرف الأخير (فترصيع نحو فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ويقرع الاسماع بزواجر وعظه) فجميع ما في القرينة الثانية يوافق لما يقابله من القرينة الأولى.
واما لفظه فهو فلا يقابله شئ من الثانية، ولو قال بدل الاسماع الاذان كان مثالا لما يكون أكثر ما في الثانية موافقا لما يقابله في الأولى (والا فهو متواز) أي وان لم يكن جميع ما في القرينة ولا أكثر مثل ما يقابله من الأخرى فهو السجع المتوازي