مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٩٨
(وقرارة الأكدار) أي مقر الكدورات.
فان وقفت على الردى فالبيت من الضرب الثامن الطويل الكامل وان وقفت على الأكدار فهو من الضرب الثاني منه، والقافية عند الخليل من آخر حرف في البيت إلى أول ساكن يليه مع الحركة التي قبل ذلك الساكن، فالقافية الأولى من هذا البيت هو لفظ الردى مع حركة الكاف من شرك والقافية الثانية هي من حركة الدال من الأكدار إلى الاخر وقد يكون البناء على أكثر من قافيتين وهو قليل متكلف، ومن لطيف ذي القافيتين نوع يوجد في الشعر الفارسي وهو ان تكون الألفاظ الباقية بعد القوافي الأول بحيث إذا جمعت كانت شعرا مستقيم المعنى.
(ومنه) أي ومن اللفظي (لزوم ما لا يلزم) ويقال له الالزام والتضمين والتشديد والاعنات أيضا (وهو ان يجئ قبل حرف الروى) وهو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه فيقال قصيدة لامية أو ميمية مثلا من رويت الحبل إذا فتلته لأنه يجمع بين الأبيات كما أن الفتل يجمع بين قوى الحبل أو من رويت على البعير إذا شددت عليه الرواء وهو الحبل الذي يجمع به الأحمال (أو ما في معناه) أي قبل الحرف الذي هو في معنى الروى (من الفاصلة) يعنى الحرف الذي وقع في فواصل الفقر موقع حرف الروى في قوافي الأبيات.
وفاعلي يجئ هو قوله (ما ليس بلازم في السجع) يعنى ان يؤتى قبله بشئ لو جعل القوافي أو الفواصل أسجاعا لم يحتج إلى الاتيان بذلك الشئ ويتم السجع بدونه.
فمن زعم أنه كان ينبغي ان يقول ما ليس بلازم في السجع أي القافية ليوافق قوله قبل حرف الروى أو ما في معناه فهو لم يعرف معنى هذا الكلام.
ثم لا يخفى ان المراد بقوله يجئ قبل كذا ما ليس بلازم في السجع ان يكون ذلك في بيتين أو أكثر أو فاصلتين أو أكثر والا ففي كل بيت أو فاصلة يجئ قبل حرف الروى أو ما في معناه ما ليس بلازم في السجع كقوله:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل * بسقط اللوى بين الدخول فحومل
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»