اتركاني (من ملامكما سفاها) أي خفة وقلة عقل (فداعي الشوق قبلكما دعاني) من الدعاء وهذا فيما يكون المتجانس الاخر في صدر المصراع الأول (وقوله وإذا البلابل) جمع بلبل وهو طائر معروف (أفصحت بلغاتها، فأنف البلابل) جمع بلبال وهو الحزن (باحتساء بلابل) جمع بلبلة بالضم وهو إبريق فيه الخمر.
وهذا فيما يكون المتجانس الاخر أعني البلابل الأول في حشو المصراع الأول لا صدره لان صدره هو قوله وإذا (وقوله فمشعوف بآيات المثاني،) (أي القرآن) (ومفتون برنات المثاني) أي بنغمات أوتار المزامير التي ضم طاق منها إلى طاق.
وهذا فيما يكون المتجانس الاخر في آخر المصراع الأول (وقوله أملتهم ثم أملتهم فلاح) أي ظهر (لي ان ليس فيهم فلاح) أي فوز ونجاة وهذا فيما يكون المتجانس الاخر في صدر المصراع الثاني (وقوله ضرائب) جمع ضريبة وهي الطبيعة التي ضربت للرجل وطبع عليها (أبدعتها في السماح، فلسنا نرى لك فيها ضريبا) أي مثلا واصله المثل في ضرب القداح.
وهذا فيما يكون الملحق الاخر بالمتجانسين اشتقاقا في صدر المصراع الأول (وقوله) إذ المرء لم يخزن عليه لسانه، فليس على شئ سواه بخزان) أي إذا لم يحفظ المرء لسانه على نفسه مما يعود ضرره إليه فلا يحفظه على غيره مما لا ضرر له فيه، وهذا فيما يكون الملحق الاخر اشتقاقا في حشو المصراع الأول (وقوله لو اختصرتم من الاحسان زرتكم، والعذاب) من الماء (يهجر للافراط في الخصر) أي في البرودة يعنى ان بعدي عنكم لكثرة أنعامكم على.
وقد توهم بعضهم ان هذا المثال مكرر حيث كان اللفظ الاخر في حشو المصراع الأول كما في البيت الذي قبله ولم يعرف ان اللفظين في البيت السابق مما يجمعهما الاشتقاق وفى هذا البيت مما يجمعهما شبه الاشتقاق والمصنف لم يذكر من هذا القسم الا هذا المثال وأهمل الثلاثة الباقية وقد أوردتها في الشرح (وقوله:
فدع الوعيد فما وعيدك ضائري * أطنين أجنحة الذباب يضير) وهذا فيما يكون الملحق الاخر اشتقاقا وهو ضائري في اخر المصراع الأول