مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٨٠
وشدت بأهدابي إليهن أجفاني) أي يوقع في خيالي ان الشهب محكمة بالمسامير لا تزول عن مكانها وان أجفان عيني قد شدت بأهدابها إلى الشهب لطول ذلك الليل وغاية سهري فيه.
وهذا تخييل حسن ولفظ يخيل يقربه من الصحة ويزيده حسنا (ومنها ما اخرج مخرج الهزل والخلاعة كقوله أسكر بالأمس ان عزمت على الشرب غدا ان ذا من العجب ومنه) أي ومن المعنوي (المذهب الكلامي وهو ايراد حجة للمطلوب على طريقة أهل الكلام) وهو ان تكون بعد تسليم المقدمات مستلزمة للمطلوب (نحو لو كان فيهما آلهة الا إليه لفسدتا) واللازم وهو فساد السماوات والأرض باطل لان المراد به خروجهما عن النظام الذي هما عليه فكذا الملزوم وهو تعدد الآلهة وهذه الملازمة من المشهورات الصادقة التي يكتفى بها في الخطابيات دون القطعيات المعتبرة في البرهانيات (وقوله حلفت فلم اترك لنفسك ريبة) أي شكا (وليس وراء الله للمرء مطلب) أي هو أعظم المطالب والحلف به أعلى الاحلاف فكيف يحلف به كاذبا (لئن كنت) اللام لتوطئة القسم (قد بلغت عنى جناية، لمبلغك) اللام جواب القسم (الواشي أغش) من غش إذا خان (وأكذب ولكنني كنت امرءا لي جانب.
من الأرض فيه أي في ذلك الجانب (مستراد) أي موضع طلب الرزق من راد الكلاء وارتاده (ومذهب) أي موضع ذهاب للحاجات (ملوك) أي في ذلك الجانب ملوك (واخوان إذا ما مدحتهم احكم في أموالهم) أي أتصرف فيها كيف شئت (وأقرب) عندهم وأصير رفيع المرتبة (كفعلك) أي كما تفعله أنت (في قوم ازاك اصطنعتهم) أي وأحسنت إليهم (فلم ترهم في مدحهم لك أذنبوا) أي لا تعاتبني على مدح آل جفنة المحسنين إلى والمنعمين على كما لا تعاتب قوما أحسنت إليهم فمدحوك ان مدح أولئك لا يعد ذنبا كذلك مدحي لمن أحسن إلى.
وهذه الحجة على طريق التمثيل الذي يسميه الفقهاء قياسا.
ويمكن رده إلى صورة قياس استثنائي أي لو كان مدحي لآل جفنة ذنبا لكان مدح ذلك القوم لك أيضا ذنبا واللازم باطل فكذا الملزوم (منه) أي ومن المعنوي
(٢٨٠)
مفاتيح البحث: الرزق (1)، الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»