مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٧٥
ثم تقسيمه أو العكس) أي من تقسيم متعدد ثم جمعة تحت حكم (فالأول) أي الجمع ثم التقسيم (كقوله حتى أقام) أي الممدوح ولتضمين الإقامة معنى التسليط عداها بعلى فقال (على ارباض) جمع ربض وهو ما حول المدينة (حرشنة) وهي بلدة من بلاد الروم (تشقى به الروم والصلبان) جمع صليب النصارى (والبيع) جمع بيعة وهي معبدهم وحتى متعلق بالفعل في البيت السابق أعني قاد المقانب أي العساكر جمع في هذا البيت شقاء الروم بالممدوح ثم قسم فقال (للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا) ذكر ما دون من إهانة وقلة المبالاة بهم كأنهم من غير ذوي العقول وملايمة بقوله (والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا والثاني) أي التقسيم ثم الجمع (كقوله قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم، أو حاولوا) أي طلبوا (النفع في أشياعهم) أي اتباعهم وأنصارهم (نفعوا سجية) أو غريزة وخلق (وتلك) الخصلة (منهم غير محدثة ان الخلائق) جمع خليفة والطبيعة وهي الخلق (فاعلم شرها البدع) جمع بدعة وهي المبتدعات والمحدثات قسم في الأول صفة الممدوحين إلى ضرر الأعداء ونفع الأولياء ثم جمعها في الثاني تحت كونها سجية.
(ومنه) أي ومن المعنوي (الجمع مع التفريق والتقسيم).
وتفسيره ظاهر مما سبق فلم يتعرض له (كقوله تعالى يوم يأتي) يعنى يأتي الله أي أمره أو يأتي اليوم أي هو له والظرف منصوب باضمار اذكروا بقوله (لا تكلم نفس) أي بما ينتفع من جواب أو شفاعة (الا باذنه.
فمنهم) أي من أهل الموقف (شقي) مقضى له بالنار (وسعيد) مقضى له بالجنة (فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير) أي اخراج النفس بشدة (وشهيق) رده بشدة (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض) أي سماوات الآخرة وأرضها.
وهذه العبارة كناية عن التأبيد ونفى الانقطاع (الا ما شاء ربك) أي الا وقت مشيئة الله تعالى (ان ربك فعال لما يريد) من تخليد البعض كالكفار واخراج البعض كالفساق (واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»