مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٨٤
صفه مدح وتحويل الاستثناء إلى الانقطاع.
(و) الضرب (الثاني) من تأكيد المدح بما يشبه الذم (ان يثبت لشئ أداة الاستثناء) أي يذكر عقيب اثبات صفة المدح لذلك الشئ أداة استثناء (تليها صفة مدح أخرى له) أي لذلك الشئ (نحو انا أفصح العرب بيد أني من قريش) بيد بمعنى غير وهو أداة الاستثناء (واصل الاستثناء فيه) أي في هذا الضرب (أيضا ان يكون منقطعا) كما أن الاستثناء في الضرب الأول منقطع لعدم دخول المستثنى في المستثنى منه.
وهذا لا ينافي كون الأصل في مطلق الاستثناء هو الاتصال (لكنه) أي الاستثناء المنقطع المنقطع في هذا الضرب (لم يقدر متصلا) كما قدر في الضرب الأول إذ ليس هنا صفة ذم منفية عامة يمكن تقدير دخول صفة المدح فيها.
وإذا لم يكن تقدير الاستثناء متصلا في هذا الضرب (فلا يفيد التأكيد الا من الوجه الثاني) وهو ان ذكر أداة الاستثناء قبل ذكر المستثنى يوهم اخراج شئ مما قبلها من حيث إن الأصل في مطلق الاستثناء هو الاتصال فإذا ذكر بعد الأداة صفة مدح أخرى جاء التأكيد ولا يفيد التأكيد من الوجه الأول وهو دعوى الشئ ببينة لأنه مبنى على التعليق بالمحال المبنى على تقدير الاستثناء متصلا (ولهذا) أي ولكون التأكيد في هذا الضرب من الوجه الثاني فقط (كان) الضرب (الأول) المفيد للتأكيد من وجهين (أفضل ومنه) أي ومن تأكيد المدح بما يشبه الذم (ضرب اخر) وهو ان يؤتى بمستثنى فيه معنى المدح معمولا لفعل فيه معنى الذم نحو قوله تعالى (وما تنقم منا الا ان آمنا بآيات ربنا) أي ما تعيب منا الا أصل المناقب والمفاخر كلها وهو الايمان.
يقال نقم منه وانتقم إذا عابه وكرهه وهو كالضرب الأول في إفادة التأكيد من وجهين (والاستدراك) المفهوم من لفظ لكن (في هذا الباب) أي باب تأكيد المدح بما
(٢٨٤)
مفاتيح البحث: الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»