مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٦٩
وهو آخر كلمة من الفقرة أو البيت (إذا عرف الروي) فقوله ما يدل فاعل يجعل وقوله إذا عرف متعلق بقوله يدل والروي الحرف الذي يبنى عليه أو آخر الأبيات أو الفقرة ويجب تكرره في كل منهما.
وقيد بقوله إذا عرف الروي لان من الأرصاد ما لا يعرف فيه العجز لعدم معرفة حرف الروي كما في قوله تعالى وما كان الناس الا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم فيما هم فيه يختلفون فلو لم يعرف ان حرف الروي هو النون لربما توهم ان العجز فيما هم فيه اختلفوا أو اختلفوا فيه فالارصاد في الفقرة (نحو وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) وفى البيت (نحو قوله إذا لم تستطع شيئا فدعه، وجاوزه إلى ما تستطيع.
ومنه) أي ومن المعنوي (المشاركة، وهي ذكر الشئ بلفظ غيره لوقوعه) أي ذلك الشئ (في صحبته) أي ذلك الغير (تحقيقا أو تقديرا) أي وقوعا محققا أو مقدرا (فالأول نحو قوله قالوا اقترح شيئا) من اقترحت عليه شيئا إذا سألته إياه من غير روية وطلبته على سبيل التكليف والتحكم وجعله من اقترح الشئ ابتدعه غير مناسب على ما لا يخفى (تجد) مجزوم على أنه جواب الامر من الإجادة وهي تحسين الشئ (لك لطبخه، قلت اطبخوا لي جبه وقميصا) أي خيطوا وذكر خياطة الجبة بلفظ الطبخ لوقوعها في صحبة طبخ الطعام (ونحوه تعلم ما نفسي ولا اعلم ما في نفسك) حيث أطلق النفس على ذات الله تعالى لوقوعه في صحبة نفسي.
(والثاني) وهو ما يكون وقوعه في صحبة الغير تقديرا (نحو) قوله تعالى قولوا آمنا بالله، وما انزل إلينا إلى قوله (صبغة الله) ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون (وهو) أي قوله صبغة الله (مصدر) لأنه فعلة من صبغ كالجلسة من جلس وهي الحالة التي يقع عليها الصبغ (مؤكد لآمنا بالله أي تطهير الله لان الايمان يطهر النفوس) فيكون آمنا مشتملا على تطهير الله لنفوس المؤمنين ودالا عليه فيكون صبغة الله بمعنى تطهير الله مؤكدا لمضمون قوله آمنا بالله ثم أشار إلى وقوع تطهير الله في صحبة ما يعبر عنه بالصبغ تقديرا بقوله (والأصل فيه) أي في هذا المعنى وهو ذكر
(٢٦٩)
مفاتيح البحث: الطعام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»