مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٧٧
لي من فلان صديق حميم) أي قريب يهتم لامره. (أي بلغ فلان من الصداقة حدا صح معه) أي مع ذلك الحد (ان يستخلص معه) أي من فلان صديق. (آخر مثله فيها) أي في الصداقة.
(ومنها) ما يكون بالباء التجريدية الداخلة على المنتزع منه (نحو قولهم لئن سألت فلانا لتسألن به البحر) بالغ في اتصافه بالسماحة حتى انتزع منه بحرا في السماحة.
(ومنها) ما يكون بدخول باء المعية في المنتزع (نحو قوله وشوهاء) أي فرس قبيح المنظر لسعة أشداقها أو لما أصابها من شدائد الحرب (تعدوا) أي تسرع (بي إلى صارخ الوغى،) أي مستغيث في الحرب (بمستلئم) أي لا بس لامة وهي الدرع والباء للملابسة والمصاحبة (مثل الفتيق) هو الفحل المكرم (المرحل) من رحل البعير أشخصه من مكانه وأرسله أي تعدو بي ومعي من نفسي مستعد للحرب بالغ في استعداده للحرب حتى انتزع منه مستعدا آخر.
(ومنها) أي ما يكون بدخول في في المنتزع منه (نحو قوله تعالى لهم فيها دار الخلد أي في جهنم وهي دار الخلد) لكنه انتزع منه دارا أخرى وجعلها معدة في جهنم لأجل الكفار تهويلا لأمرها ومبالغة في اتصافها بالشدة.
(ومنها) ما يكون بدون توسط حرف (نحو قوله فلئن بقيت لأرحلن بغزوة، تحوي) أي تجمع (الغنائم أو يموت) منصوب باضمار ان أي الا ان يموت (كريم) يعنى نفسه انتزع من نفسه كريما مبالغة في كرمه، فان قيل هذا من قبيل الالتفات من التكلم إلى الغيبة، قلنا لا ينافي التجريد على ما ذكرنا.
(وقيل تقديره أو يموت منى كريم) فيكون من قبيل لي من فلان صديق حميم ولا يكون قسما آخر.
(وفيه نظر) لحصول التجريد تمام المعنى بدون هذا التقدير.
(ومنها) ما يكون بطريق الكناية (نحو قوله يا خير من يركب المطي ولا يشرب كأسا بكف من بخلا) أي تشرب الكاس بكف الجواد انتزع منه جواد يشرب
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»