لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٤٠٦
صوت السنا هبت به علوية، هزت أعاليه بسهب مقفر وتثنيته سنيان، ويقال سنوان. وفي الحديث: عليكم بالسنا والسنوت، وهو مقصور، هو هذا النبت، وبعضهم يرويه بالمد. وقال ابن الأعرابي: السنوت العسل، والسنوت الكمون، والسنوت الشبث، قال أبو منصور: وهو السنوت، بفتح السين. وفي الحديث عن أم خالد بنت خالد: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أتي بثياب فيها خميصة سوداء فقال: ائتوني بأم خالد، قالت: فأتي بي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، محمولة وأنا صغيرة فأخذ الخميصة بيده ثم ألبسنيها، ثم قال أبلي وأخلقي، ثم نظر إلى علم فيها أصفر وأخضر فجعل يقول يا أم خالد سنا سنا، قيل: سنا بالحبشية حسن، وهي لغة، وتخفف نونها وتشدد، وفي رواية: سنه سنه، وفي رواية أخرى: سناه سناه، مخففا ومشددا فيهما، وقول العجاج يصف شبابه بعدما كبر وأصباه النساء:
وقد يسامي جنهن جني في غيطلات من دجى الدجن بمنطق لو أنني أسني حيات هضب جئن، أو لو اني أرقي به الأروي دنون مني، ملاوة مليتها، كأني ضارب صنجي نشوة، مغني شرب ببيسان من الأردن، بين خوابي قرقف ودن قوله: لو أنني أسني أي أستخرج الحيات فأرقيها وأرفق بها حتى تخرج إلي، يقال: سنيت وسانيت. وسنيت الباب وسنوته إذا فتحته.
والمسناة: ضفيرة تبنى للسيل لترد الماء، سميت مسناة لأن فيها مفاتح للماء بقدر ما تحتاج إليه مما لا يغلب، مأخوذ من قولك سنيت الشئ والأمر إذا فتحت وجهه. ابن الأعرابي: تسنى الرجل إذا تسهل في أموره، قال الشاعر:
وقد تسنيت له كلج التسني وكذلك تسنيت فلانا إذا ترضيته.
* سها: السهو والسهوة: نسيان الشئ والغفلة عنه وذهاب القلب عنه إلى غيره، سها يسهو سهوا وسهوا، فهو ساه وسهوان، وإنه لساه بين السهو والسهو. وفي المثل: إن الموصين بنو سهوان، قال زر بن أوفى الفقيمي يصف إبلا:
لم يثنها عن همها قيدان، ولا الموصون من الرعيان، إن الموصين بنو سهوان أي أن الذين يوصون بنو من يسهو عن الحاجة فأنت لا توصى لأنك لا تسهو، وذلك إذا وصيت ثقة عند الحاجة. وقال الجوهري:
معناه أنك لا تحتاج إلى أن توصي إلا من كان غافلا ساهيا.
والسهو في الصلاة: الغفلة عن شئ منها، سها الرجل في صلاته. وفي الحديث:
أن النبي، صلى الله عليه وسلم، سها في الصلاة، قال ابن الأثير:
السهو في الشئ تركه عن غير علم، والسهو عنه تركه مع العلم، ومنه قوله تعالى: الذين هم عن صلاتهم ساهون. أبو عمرو: ساهاه غافله، وهاساه إذا سخر منه. ومشي سهو: لين. والسهوة من الإبل: اللينة السير الوطيئة، قال زهير:
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»
الفهرست