لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٩٧
وما ولد لكم؟ وقيل: يحتمل أن يكون أصله ما سلأتم، بالهمز، من السلاء وهو السمن، فترك الهمز فصارت ألفا ثم قلبت الألف ياء. ويقال للأمر إذا فات: قد انقطع السلى، يضرب مثلا للأمر يفوت وينقطع. الجوهري: يقال انقطع السلى في البطن إذا ذهبت الحيلة، كما يقال: بلغ السكين العظم. ويقال: هو في سلوة من العيش أي في رغد، عن أبي زيد. وفي حديث ابن عمرو: وتكون لكم سلوة من اليعش أي نعمة ورفاهية ورغد يسليكم عن الهم.
والسلي: واد بالقرب من النباج فيه طلح لبني عبس، قال كعب بن زهير في باب المراتي من الحماسة:
لعمرك ما خشيت على أبي مصارع بين قو فالسلي ولكني خشيت على أبي جريرة رمحه في كل حي * سما: السمو: الارتفاع والعلو، تقول منه: سموت وسميت مثل علوت وعليت وسلوت وسليت، عن ثعلب. وسما الشئ يسمو سموا، فهو سام: ارتفع. وسما به وأسماه: أعلاه. ويقال للحسيب وللشريف: قد سما. وإذا رفعت بصرك إلى الشئ قلت: سما إليه بصري، وإذا رفع لك شئ من بعيد فاستبنته قلت: سما لي شئ.
وسما لي شخص فلان: ارتفع حتى استثبته. وسما بصره: علا.
وتقول: رددت من سامي طرفه إذا قصرت إليه نفسه وأزلت نخوته.
ويقال: ذهب صيته في الناس وسماه أي صوته في الخير لا في الشر، وقوله أنشده ثعلب:
إلى جذم مال قد نهكنا سوامه، وأخلاقنا فيه سوام طوامح فسره فقال: سوام تسمو إلى كرائمها فتنحرها للأضياف.
وساماه: عالاه. وفلان لا يسامى وقد علا من صاماه. وتساموا أي تباروا. وفي حديث أم معبد: وإن صمت سما وعلاه البهاء أي ارتفع وعلا على جلسائه. وفي حديث ابن زمل: رجل طوال إذا تكلم يسمو أي يعلو برأسه ويديه إذا تكلم. وفلان يسمو إلى المعالي إذا تطاول إليها. وفي حديث عائشة الذي روي في أهل الإفك: إنه لم يكن في نساء النبي، صلى الله عليه وسلم، امرأة تساميها غير زينب فعصمها الله تعالى، ومعنى تساميها أي تباريها وتفاخرها.
وقال أبو عمرو: المساماة المفاخرة. وفي الحديث: قالت زينب يا رسول الله أحمي سمعي وبصري وهي التي كانت تساميني منهن أي تعاليني وتفاخرني، وهي مفاعلة من السمو أي تطاولني في الحظوة عنده، ومنه حديث أهل أحد: أنهم خرجوا بسيوفهم يتسامون كأنهم الفحول أي يتبارون ويتفاخرون، ويجوز أن يكون يتداعون بأسمائهم، وقوله أنشده ثعلب:
بات ابن أدماء يساوي الأندرا، سامى طعام الحي حين نورا فسره فقال: سامى ارتفع وصعد، قال ابن سيده: وعندي أنه أراد كلما سما الزرع بالنبات سما هو إليه حتى أدرك فحصده وسرقه، وقوله أنشده ثعلب:
فارفع يديك ثم سام الحنجرا فسره فقال: سام الحنجر ارفع يديك إلى حلقه. وسماء كل شئ:
أعلاه، مذكر. والسماء: سقف
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست