لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٨٣
أي كشف. وسروت عني درعي، بالواو لا غير. وفي الحديث: فإذا مطرت يعني السحابة سري عنه أي كشف عنه الخوف، وقد تكرر ذكر هذه اللفظة في الحديث، وخاصة في ذكر نزول الوحي عليه، وكلها بمعنى الكشف والإزالة.
والسرية: ما بين خمسة أنفس إلى ثلاثمائة، وقيل: هي من الخيل نحو أربعمائة، ولامها ياء. والسرية: قطعة من الجيش، يقال: خير السريا أربعمائة رجل. التهذيب: وأما السرية من سرايا الجيوش فإنها فعيلة بمعنى فاعلة، سميت سرية لأنها تسري ليلا في خفية لئلا ينذر بهم العدو فيحذروا أو يمتنعوا. يقال: سرى قائد الجيش سرية إلى العدو إذا جردها وبعثها إليهم، وهو التسرية. وفي الحديث: يرد متسريهم على قاعدهم، المتسري: الذي يخرج في السرية وهي طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة، وجمعها السرايا، سموا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم من الشئ السري النفيس، وقيل: سموا بذلك لأنهم ينفذون سرا وخفية، وليس بالوجه لأن لام السر راء وهذه ياء، ومعنى الحديث أن الإمام أو أمير الجيش يبعثهم وهو خارج إلى بلاد العدو، فإذا غنموا شيئا كان بينهم وبين الجيش عامة لأنهم ردء لهم وفئة، فأما إذا بعثهم وهو مقيم فإن القاعدين معه لا يشاركونهم في المغنم، وإن كان جعل لهم نفلا من الغنيمة لم يشركهم غيرهم في شئ منه على الوجهين معا. وفي حديث سعد: لا يسى ر بالسرية أي لا يخرج بنفسه مع السرية في الغزو، وقيل: معناه لا يسير فينا بالسيرة النفيسة، ومنه الحديث: أنه قال لأصحابه يوم أحد اليوم تسرون أي يقتل سريكم، فقتل حمزة، رضوان الله عليه.
وفي الحديث: لما حضر بني شيان وكلم سراتهم ومنهم المثنى بن حارثة أي أشرافهم. قال: ويجمع السراة على سروات، ومنه حديث الأنصار: افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم أي أشرافهم.
وسرى عرق الشجرة يسري في الأرض سريا: دب تحت الأرض.
والسارية: الأسطوانة، وقيل: أسطوانة من حجارة أو آجر، وجمعها السواري. وفي الحديث: أنه نهى أن يصلى بين السواري، يريد إذا كان في صلاة الجماعة لأجل انقطاع الصف. أبو عمرو: يقال هو يسري العرق عن نفسه إذا كان ينضحه، وأنشد:
ينضحن ماء البدن المسرى ويقال: فلان يساري إبل جاره إذا طرقها ليحتلبها دون صاحبها، قال أبو وجزة:
فإني، لا وأمك، لا أساري لقاح الجار، ما سمر السمير والسراة: جبل بناحية الطائف. قال ابن السكيت: الطود الجبل المشرف على عرفة ينقاد إلى صنعاء يقال له السراة، فأوله سراة ثقيف ثم سراة فهم وعدوان ثم الأزد ثم الحرة آخر ذلك. الجوهري: وإسرائيل اسم، ويقال: هو مضاف إلى إيل، قال الأخفش: هو يهمز ولا يهمز، قال: ويقال في لغة إسرائين، بالنون، كما قالوا جبرين وإسماعين، والله أعلم.
* سطا: السطو: القهر بالبطش. والسطوة: المرة الواحدة، والجمع السطوات. وسطا عليه وبه سطوا وسطوة: صال، وسطا الفحل كذلك.
وقوله تعالى: يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا، فسره ثعلب فقال: معناه يبسطون أيديهم إلينا، قال
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»
الفهرست