لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٣٧
فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني، ولا تسقني بالأصفر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا في الجوسق المتهدم فلما سمع عمر ذلك قال: إي والله يسوءني وأعزلك ويروى:
وصناجة تجذو على حرف منسم وقال ثعلب: الجذو على أطرف الأصابع والجثو على الركب. قال ابن الأعرابي: الجاذي على قدميه، والجاثي على ركبتيه، وأما الفراء فإنه جعلهما واحدا. الأصمعي: جثوت وجذوت وهو القيام على أطراف الأصابع، وقيل: الجاذي القائم على أطراف الأصابع، وقال أبو دواد يصف الخيل:
جاذيات على السنابك قد أن‍ - حلهن الإسراج والإلجام والجمع جذاء مثل نائم ونيام، قال المرار:
أعان غريب أم أمير بأرضها، وحولي أعداء جذاء خصومها؟
وقال أبو عمرو: جذا وجثا لغتان، وأجذى وجذا بمعنى إذا ثبت قائما. وكل من ثبت على شئ فقد جذا عليه، قال عمرو بن جميل الأسدي:
لم يبق منها سبل الرذاذ غير أثافي مرجل جواذ وفي حديث ابن عباس: فجذا على ركبتيه أي جثا. قال ابن الأثير: إلا أنه بالذال أدل على اللزوم والثبوت منه بالثاء. قال ابن بري: ويقال جذا مثل جثا، واجذوى مثل ارعوى فهو مجذو، قال يزيد بن الحكم: نداك عن المولى ونصرك عاتم، وأنت له بالظلم والفحش مجذوي قال ابن جني: ليست الثاء بدلا من الذال بل هما لغتان. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح مرة هناك ومرة هنا، ومثل الكافر كالأرزة المجذية على وجه الأرض حتى يكون انجعافها بمرة، أي الثابتة المنتصبة، يقال:
جذت تجذو وأجذت تجذي، والخامة من الزرع: الطاقة منه، وتفيئها: تجئ بها وتذهب، والأرزة: شجرة الصنوبر، وقيل: هو العرعر، والانجعاف: الانقلاع والسقوط، والمجذية: الثابتة على الأرض. قال الأزهري: الإجذاء في هذا الحديث لازم، يقال: أجذى الشئ يجذي وجذا يجذو جذوا إذا انتصب واستقام، واجذوذى اجذيذاء مثله. والمجذوذي: الذي يلازم الرحل والمنزل لا يفارقه، وأنشد لأبي الغريب النصري:
ألست بمجذوذ على الرحل دائب؟
فما لك، إلا ما رزقت، نصيب وفي حديث فضالة: دخلت على عبد الملك بن مروان وقد جذا منخراه وشخصت عيناه فعرفنا منه الموت، أي انتصب وامتد. وتجذيت يومي أجمع أي دأبت.
وأجذى الحجر: أشاله، والحجر مجذى. والتجاذي في إشالة الحجر: مثل التجاثي. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنه: مر بقوم يجذون حجرا أي يشيلونه ويرفعونه، ويروى: وهم يتجاذون مهراسا، المهراس: الحجر العظيم الذي يمتحن برفعه قوة
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست