وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٨٤
كان ذلك يا بني، فالزم بيتك، وابك على خطيئتك، ولا تكن الدنيا أكبر همك ، وأوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها، والزكاة في أهلها عند محلها، والصمت عند الشبهة، والاقتصاد والعدل في الغضب والرضى، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود وأهل البلاء، وصلة الرحم، وحب المساكين ومجالستهم، والتواضع، فإنه من أفضل العبادة، وقصر الامل، وذكر الموت، والزهد في الدنيا فإنك، رهين موت، وغرض بلاء، وطريح سقم، وأوصيك بخشية الله في سرك وعلانيتك، وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل، فإذا عرض عليك شئ من أمر الدنيا فابدأ به، وإذا عرض عليك شئ من أمر الآخرة فتأنى حتى تصيب رشدك، وإياك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإن قرين السوء يعير جليسه، وكن يا بني لله عاملا، وعن الخنا زاجرا، وبالمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا، وآخي الاخوان في الله وحب الصالح لصلاحه، ودار الفاسق في دينك، وابغضه بقلبك، وزايله بأعمالك، لئلا تكون مثله، وإياك والجلوس في الطرقات، ودع المماراة، ومجاراة من لا عقل له ولا علم، واقصد يا بني في معيشتك، واقصد في عبادتك، وعليك فيها بالامر الدائم الذي تطيقه، والزم الصمت تسلم، وقد لنفسك تغنم، وتعلم الخير تعلم، وكن لله ذاكرا على كل حال، وارحم من أهلك الصغير، ووقر الكبير، ولا تأكل طعاما حتى تتصدق منه قبل أكله، وعليك بالصوم فإنه زكاة البدن، وجنة لأهله من النار، وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوك، وعليك بمجالس الذكر، وأكثر من الدعاء، فإني لم آلك نصحا، وهذا فراق بيني وبينك.
وأوصيك بأخيك محمد، فإنه ابن أبيك وتعلم حبي له، وأما أخوك الحسين (ع) فلا أزيدك الوصاة به، والله خليفتي عليكم، وإياه أسأل أن يصلحكم ويكف الطغاة البغاة عنكم، والصبر الصبر حتى ينزل الامر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست