وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٦٩
المنقول والمنقول، فمن هنا حسدتهم أهل البغي والذحول ولم ترع فيهم حرمة الرسول (ص)، وعلى علي فحل الفحول، ولابنته فاطمة البتول.
وفي كتاب الدلائل قال: قال الفتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني أنا وأبا الحسن الطريق عند منصرفي من مكة إلى خراسان وهو صائر إلى العراق، فسمعته (ع) وهو يقول: من اتقى الله يتقى من أطاع الله يطاع، قال: فتلطفت في الوصول إليه وسلمت عليه، فرد علي السلام وأمرني بالجلوس، فأول ما ابتدأني به أن قال: يا فتح من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق فأيقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق، وان الخالق لا يوصف إلا ما وصف به نفسه، وأنى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والابصار عن الإحاطة به جل عما يصفه به الواصفون، وتعالى عما ينعته به الناعتون علوا كبيرا، تأنى في قربه وقرب في نأيه فهو في نأيه قريب وفي قربه بعيد، كيف الكيف فلا يقال فيه كيف، وأين الأين فلا يقال فيه أين، إذ هو منقطع الكيفية والأينية، هو الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فجل جلاله بلا كيف يوصف بكنهه، ورسوله محمد (ص) وقد قرنه الجليل باسمه، وشركه في إعطائه، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته، إذ يقول تعالى: (وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) (1) وقال تعالى يحكي عمن ترك طاعته وهو يعذبه بين أطباق نيرانها وسرابيل قطرانها يا ليتنا أطعنا الرسول، أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله (ص) حيث قال تعالى:
(وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) (2) وقال تعالى: (ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها) (3) وقال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا * (هامش) (1) سورة التوبة، الآية: 74.
(2) سورة النساء، الآية: 59.
(3) سورة النساء، الآية: 58. (*)
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 373 374 375 ... » »»
الفهرست