وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٤٤
[والجود أصبح منبوذا بحفرته * والشرع أصبح فيه فاقد العين] [يا عين سحي عليه أدمعا ودما * بكل لؤلؤ أمسى فيك مكنون] [قومي على جدث قد حل فيه تقى * وأهرقي كل دمع فيك مخزون] [وكيف يبخل من جلت مصيبته * لديه بالدمع أو يهني بتزيين] [أحيت مصيبته في الناس كلهم * مصيبة الطف في ابن الميامين] [أبكت عيون رسول الله من تليت * عليه من عالم الايجاد والكون] قال الراوي كما في عيون المعجزات: أنه لما قبض أبو جعفر دخلت حكيمة بنت الحسن الورشي وكانت من النساء الصالحات على امرأته أم الفضل قالت: لما دخلت عليه عزيتها فرأيتها شديدة الحزن والجزع والبكاء والحنين، حتى كادت أن تقتل نفسها بالبكاء والعويل، فخفت عليها أن تنصدع مرارتها فجريت معها في الحديث في كرمه وفضله وما أعطاه الله عز وجل من الفضل، فأخبرتني عنه بشئ لا يلبسه الله إلا من تردا برداء العصمة وأنزله المقام الكريم وجعل له الشأن العظيم (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) (1).
للمؤلف:
[لله درك من ضريح قد حوى * جسد النبي من السلام سلام] [قبر سنا أنواره تجلو العمى * وقبر به دفعت به الأسقام] [قبر تمثل للعيون محمد * ووصيه والمؤمنون قيام] [قبر إذا حل الوجود بربعه * رحلوا وحطت منهم الآثام] [وتزودوا أمن العقاب وآمنوا * من أن يحل عليهم الاعدام] [الله عن ذنب لهم متصفحا * وبذاك عنهم جفت الأقلام] [أن يغن عن سقي الغمام فإنه * لولاه ما يسقى البلاد غمام

(1) سورة المائدة، الآية: 54.
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 347 349 350 351 ... » »»
الفهرست