وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٤١
أنه (ع) سائر إلى روح الله ورضوانه، دعا بابنه أبي الحسن علي الهادي (ع) ونص عليه بمحضر جماعة من خواص شيعته ومواليه وثقاته، وسلم إليه ما كان عنده من مواريث الأنبياء ثم قال: إن الإمام بعدي علي (ع)، أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي وطاعة الله، ثم سكت. فقلت يا بن رسول الله فمن الامام بعده؟ قال: الحسن ابنه قلت: فمن الامام بعد الحسن (ع)؟ فبكى (ع) بكاء شديدا ثم قال: بعد الحسن ابنه المهدي (ع) القائم بالحق المنتظر، فقلت له:
يا بن رسول الله ولم سمي القائم؟ فقال: ألا إنه يقوم بالامر بعد فوت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته، قلت: ولم سمي المنتظر؟ فقال: (ع) لأنه (ع) له غيبة تكثر أيامها وتطول مدتها، وينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب به المنافقون، ويهلك المستعجلون وتهلك فيه المسلمون.
وروى الخيزراني عن أبيه أنه كان يلزم باب أبي جعفر للخدمة التي كان وكل بها، وكان أحمد بن محمد بن عيسى يحيى في سحر كل ليلة ليعرف خبر علة أبي جعفر (ع)، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر (ع) وبين أبيه (ع) إذا حضر قام أحمد وخلا به، فخرجت ذات ليلة وقام أحمد عن المجلس وخلا أبي بالرسول، واستدار أحمد فوقف يسمع الكلام، فقال الرسول لأبي: إن مولاك يقرؤك السلام ويقول لك: إني ماض والامر سائر إلى ابني علي (ع)، وله عليكم ما كان لي عليكم بعد أبي، ثم مضى الرسول ورجع أحمد إلى موضعه وقال لأبي: ما الذي قال لك؟ قال: خيرا قد سمعت ما قال فلا تكتمه، وأعاد ما سمع فقال له أبي: قد حرم الله عليك ما فعلت لان الله تبارك وتعالى يقول (ولا تجسسوا) (1) فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج إليها يوما وإياك أن تظهرها إلى وقتها، فلما أصبح أبي كتب نسخة الشهادة والرسالة في

(1) سورة الحجرات، الآية: 12.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 347 ... » »»
الفهرست