وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٦٠
بين الحديد والحجر، ويا مخلص الروح من بين الأحشاء والأمعاء خلصني من هذا الرجل. قال: فلما دعا موسى بهذا الدعاء أتى هارون رجل أسود وبيده سيف مسلول وهو نائم فوقف عليه وهو يقول: يا عدو الله أطلق موسى بن جعفر (ع) من الحبس والحديد وإلا ضربت عاليك بهذا السيف، فخاف هارون من هيبته ثم دعا الحاجب وقال له: إذهب إلى السجن وأطلق موسى، فخرج الحاجب وطرق باب دار السجان فأجابه السجان وقال: من؟ فقال:
رسول الخليفة يقول لك أطلق موسى بن جعفر (ع)، فصاح السجان: يا موسى إن الخليفة يدعوك، فقام موسى فزعا وهو يقول: ما يدعوني في هذا الليل إلا لشر في نفسه، فقام حزينا مغموما آيسا من الحياة فجاء إلى هارون وهو (ع) ترتعد فرائصه، فسلم على هارون فرد عليه السلام ثم قال له هارون: يا موسى هل دعوت الله تعالى في هذه الليلة؟ فقال: نعم قال: وما هو؟ فقال (ع):
جددت طهوري وصليت لله أربع ركعات ورفعت طرفي إلى السماء وقلت: يا سيدي خلصني من يد هارون وشره، وذكر له ما كان من دعائه، فقال هارون:
قد استجاب الله تعالى دعاءك، يا حاجب أطلق عنه، ثم دعا بخلعة وخلع عليه ثيابا وحمله على فرس وأكرمه وصيره نديما لنفسه، ثم قال هارون: هات الكلمات فعلمه وأطلق عنه وسلمه إلى الحاجب ليسلمه (ع) ويكون معه إلى الدار، وصار موسى بن جعفر كريما شريفا عند هارون الرشيد وكان يدخل عليه في كل خميس إلى أن حبسه الثالثة فلم يطلقه حتى سلمه إلى السندي لعنه الله فقتله بالسم.
ولله در الشاعر حيث يقول:
[لحى الله هارون الرشيد وزاده * نكالا وأصلاه شواظ جهنم] [يرى المعجزات الواضحات فلم * يدع مكائده يوما لموسى المعظم] [وما زال يسقيه مرارة كيده * إلى أن سقاه كأس سم بمطعم] [فراح إلى دار الجنان منعما * فوا لهف نفسي للامام المكرم] [أمن بعد موسى يستلذ ذووا الحجا * ويلهو بطيب العيش من كل منعم]
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست