وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٦٥
تربتي شيئا فتتبركوا به، فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين (ع) فإن الله عز وجل جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا، ثم رأيت شخصا أشبه الخلق به جالسا إلى جانبه وكان عهدي بسيدي الرضا (ع) وهو قائم، فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى (ع)، أليس نهيتك يا مسيب؟ فلم أزل صابرا حتى مضى وغابت الشمس ثم إني أتيت بالخبر إلى الرشيد فوافاني السندي بن شاهك، فوالله لقد رأيتهم وهم يظنون بأنهم يغسلونه ولا تصل أيديهم إليه ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم لا يصنعون به شيئا، ورأيت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه، فلما فرغ من تجهيزه قال ذلك الشخص: يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشك في فإني إمامك ومولاك وحجة الله تعالى عليك بعد أبي، يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق (ع)، ومثلهم مثل إخوته حين دخلوا فعرفهم وهم له منكرون، ثم حمل حتى دفن في مقابر قريش وأمر برفع قبره أكثر مما أمر به (ع) ثم رفعوا بعد ذلك قبره وبنوا عليه.
ولله در من قال:
[فيا ضيعة الاسلام بعد وليه * وقيم دين الله موسى بن جعفر] [أيقتل مسموما بحبس بن شاهك * ويرمى به سجن رجس ومفتري] [ويحجب عن تنفيذ أحكام جده * ويعزل عن أعلى مكان ومنبر] [فيا قلب ذب وجدا لعظم مصابه * وطلق لذيذ النوم يا طرف محجري] [فما رزؤه إلا كرزء ابن فاطم * حسين سليل المرتضى الطر حيدر] [فمن لعلوم الله من بعد فقده * يثبت بها في العالمين بمصدر] [ومن للدعا والورد في سحر الدجا * ومن لمحاريب الصلاة بمحضر] [ومن لكتاب الله تال وموضح * لتفسيره آه له من مفسر] [علوج بني العباس إن قر طرفكم * بدنياكم من أن تقر بمحشر] [عمدتم إلى بدر لكم متألق * فأطفيتموه ويلكم شر معشر]
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست