وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٥٥
بسم الله الرحمن الرحيم: أمور الدنيا أمران أمر لا اختلاف فيه وهو إجماع الأمة على الضرورة التي يضطرون إليها والاخبار المجتمع عليها المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها كل حاجة وحادثة، وأمر يحمل الشك فيه والانكار وسبيل استيضاح أهل الحجة عليه، فما ثبت لمنتحليه من كتاب مجمع على تأويله أو سنة عن النبي (ص) لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك الحجة ردها ووجب عليه قبولها والاقرار والديانة بها، وما لم يثبت لمنتحليه به حجة من كتاب مجمع على تأويله وسنة عن النبي لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله وسع الأمة خاصها وعامها الشك فيه والانكار له في ذلك فهذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه إلى أرش الخدش فما دونه، فهذا الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته وما غمض عنك ضوؤه نفيته، ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وأخبرت الموكل بي أني قد فرغت من حاجته، فأخبره فخرج وعرضت عليه الكتاب، فقال: أحسنت يا موسى هو كلام جامع موجز، فارفع حوائجك يا موسى فقلت: يا أمير المؤمنين أول حاجتي أن تأذن لي بالانصراف إلى أهلي فإني تركتهم باكين آيسين مني ومن أن يروني ابدا فقال: مأذون لك أردد، فقلت: علي عيال كثيرة وأعيننا بعد الله ممدودة إلى فضل أمير المؤمنين ودعائه، فأمر لي بمائة ألف درهم وكسوة وحملني وردني إلى أهلي مكرما.
ولله در من قال:
[تبا لدنيا غدرت ساداتها * ورمتهم لبلائها وشتاتها] [ووفت لأبناء اللئام بما رأوا * من حادثات بلائها بهداتها] [حجبوا جهارا عن تراثهم وقد * نالوا العناء بها وخلف عداتها] [صبرا على مضض الزمان وما بدا * من جوره إذ حل في ساحاتها] [أيقاد موسى خاضعا متذللا * لرشيدها ويكف عن نحلاتها]
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست