وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٦١
وفي العيون عن ابن عياش قال: حدثنا الثوباني قال: كانت لأبي الحسن موسى بن جعفر (ع) بضع عشر سنة في كل يوم منها سجدة بعد بياض الشمس إلى وقت الزوال، وكان هارون يصعد سطحا يشرف منه على الحبس الذي فيه موسى بن جعفر، وكان يرى موسى بن جعفر ساجدا فقال للربيع: مالك يا ربيع أما ترى الثوب الذي أراه في ذلك الموضع؟ فقال: يا أمير المؤمنين ما هو ثوب بل هو موسى بن جعفر له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال، فقال هارون: هذا من رهبان بني هاشم فقلت: فما لك ضيقت عليه في الحبس فقال: هيهات لا بد من ذلك.
وفي الكتاب المذكور أيضا عن عبد الله القزويني قال: دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على السطح، فقال لي: ادن مني فدنوت منه حتى حاذيته فقال لي: أشرف إلى البيت في الدار فأشرفت من على السطح فقال لي: ما ترى في البيت؟ فقلت: أرى ثوبا مطروحا فقال لي: انظر حسنا فتأملت فقلت رجلا ساجدا فقال لي: تعرفه؟ قلت: لا فقال لي: هذا مولاك فقلت: ومن هو مولاي؟ فقال: تتجهل علي؟ فقلت: لا أتجهل عليك، ولكن لا أعرف لي مولى إلا أبا الحسن موسى بن جعفر واني افتقدته الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات، فقال: هاهو في الحبس عندي ولا أراه إلا على الحال الذي تراه فيه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة فلم يزل ساجدا حتى تزول الشمس، وقد جعل من يترصد له الزوال فلا يدري متى يقول له الغلام قد زالت الشمس فيبتدئ في الصلاة من قبل أن يحدث، فاعلم أنه لم ينم في سجوده فلم يزل ساجدا إلى أن تغيب الشمس، فإذا غابت الشمس صلى المغرب من غير أن يحدث حدثا فلم يزل في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة، فيفطر على شوي يؤتى به إليه ثم يجدد الوضوء ويقوم فلم يزل يصلي في جوف الليل إلى أن يطلع الفجر، فلست أدري متى يقول الغلام أن الفجر قد طلع إذ وثب (ع)
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست