وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٨٧
إليه، وكان فيما أوعظ أن قال: يا بني إن العقل رائد الروح والعلم رائد العقل والعقل ترجمان العلم، واعلم أن العلم أبقى واللسان أكثر هذرا، واعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين: اصلاح شأن المعاش ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل لان الانسان لا يتغافل إلا عن شئ عرفه فافطن له، واعلم أن الساعات تذهب عمرك وأنك لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى، فإياك والأمل الطويل فكم من مؤمل أملا لا يبلغه، وجامع مالا لا يأكله، ومانع ما سوف يتركه ولعله من باطل جمعه أو من حق منعه أصابه حراما وورثه عدوا فاحتمل اصره وباء بوزره وورد على ربه خسرانا، أسفا ذلك هو الخسران المبين.
وفيه عن مالك بن أعين الجهني قال: أوصى علي بن الحسين (ع) ابنه محمد بن علي (ع)، فقال: يا بني إني جعلتك خليفتي من بعدي لا يدعي أحد فيما بيني وبينك إلا قلده الله يوم القيامة طوقا من نار، فأحمد الله تعالى على ذلك وأشكره، يا بني اشكر لمن أنعم عليك وأنعم على من شكره فإنها لا تزول نعمة إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت، فكل من أنعم الله عليه بنعمة وجب عليه بها الشكر وتلا (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) (1).
وفي خبر عبد الله بن عمر كما في البصائر عن أبي جعفر (ع) قال لما حضرت علي بن الحسين (ع) الوفاة قبل ذلك أخرج الصندوق فحمل بين أربعة، فلما توفي جاء أخوته يدعون في الصندوق قالوا: اعطنا نصيبنا من الصندوق، فقال: والله ما لكم فيه شئ إنما دفعه إلي، وكان في الصندوق سلاح رسول الله (ص) وكتبه.
وفي خبر الزهري كما في النصوص والمعجزات قال: دخلت على علي ابن الحسين (ع) في المرض الذي توفي فيه إذ قدم إليه طبق فيه الخبز والهندباء (هامش) * (1) سورة إبراهيم، الآية: 7. *
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 191 192 193 ... » »»
الفهرست