[صرعى على الترب لا شئ يسترهم * إلا السنابك أو سافي الأعاصير] [ومن صنيع المواضي ألبسوا حللا * مثل العقيق على أجساد من نور] وأعظم المصائب التي قاساها والنوائب التي عاناها هجوم تلك العتاة الأنذال عليه وعلى تلك الحرم والأطفال وسط الحجال وكأني به في تلك الحال مغشي عليه لما لقيه من عظائم الأهوال والمرض المبيد والسقم الشديد.
قال بعض من شهد تلك الأحوال العضال: رأيت امرأة جليلة واقفة بباب الخيمة والنار تشتعل من جوانبها وهي تارة تنظر يمنة ويسرة، وأخرى تنظر إلى السماء وتصفق بيديها، وتارة تدخل في تلك الخيمة وتخرج فأسرعت إليها وقلت: يا هذه ما وقوفك هاهنا والنار تشتعل من جوانبك، وهذه النسوة قد فررن وتفرقن، ولم لا تلحقي بهن وما شأنك؟ فبكت وقالت: يا شيخ إن لنا عليلا في الخيمة وهو لا يتمكن من الجلوس والنهوض، فكيف أفارقه وقد أحاطت به النار فأحرقوا الخيم بعد أن نهبوا ما فيها، وسلبوا الفاطميات بحيث لم يبق لهن ما يستترن به.
[إن أنس لا أنسى افتجاع نساه إذ * هجمت خيولهم على الفسطاط] [أخرجن منه والهات تشتكي * بعد انتهاك الستر ضرب سياط] [ما حال بنت محمد لو شاهدت * بمتونهن علائم الأسواط] قال الشيخ حسن بن سليمان بن محمد بن الحسن الشويكي في مقتله نقلا من الجزء العاشر من كتاب المنن لعبد الوهاب الشعراني قال:
وعبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب قتل مع الحسين في الطف، وابناه سعد وعقيل كانا معه وماتا من شدة العطش ومن الدهشة والذعر بعد شهادة الحسين لما هجم القوم على المخيم للسلب، وأمهما خديجة ابنة علي بن أبي طالب توفيت بالكوفة. وقال أيضا في مقتله: ومن بنات علي رقية الكبرى، وكانت عند مسلم بن عقيل فولدت له عبد الله بن مسلم ومحمد بن مسلم الذين قتلا يوم