الطف مع الحسين ومسلم قتل بالكوفة وكان رسوله، وولدت رقية على تكة من مسلم ولها من العمر سبع سنين وهي التي سحقت يوم الطف بعد شهادة الحسين لما هجم القوم على المخيم للسلب. وفي بعض المقاتل أن أحمد بن الحسن المجتبى قتل مع الحسين وله من العمر ستة عشر سنة وله أختان من أمه أم الحسن وأم الحسين سحقتا يوم الطف بعد شهادة الحسين (ع) لما هجم القوم على المخيم لسلب أمهم أم بشر بنت مسعود الأنصاري وقيل الخزرجي.
[وثواكل يشجي الغيور حنينها * لو كان ما بين العدات غيور] [حرم لأحمد قد هتكن ستورها * فهتكن من حرم الاله ستور] [كم حرة لما أحاط بها العدى * هربت تخف العدو وهي وقور] ثم أمر ابن سعد لعنه الله بأن تحمل النساء على الأقتاب بلا وطأ وحجاب، فقدمت النياق إلى حرم رسول الله (ص) وقد أحاط القوم بهن وقيل لهن: تعالين واركبن فقد أمر ابن سعد بالرحيل، فلما نظرت زينب إلى ذلك نادت وقالت: سود الله وجهك يا ابن سعد في الدنيا والآخرة، تأمر هؤلاء القوم بأن يركبونا ونحن ودائع رسول الله، فقل لهم يتباعدون عنا يركب بعضنا بعضا قال: فتنحوا عنهن فتقدمت زينب ومعها أم كلثوم وجعلت تنادي كل واحدة من النساء باسمها وتركبها على المحمل حتى لم يبق أحد سوى زينب، فنظرت يمينا وشمالا فلم تر أحدا سوى زين العابدين (ع) وهو مريض، فأتت إليه وقالت: قم يا ابن أخي واركب الناقة فقال: يا عمتاه اركبي أنت ودعيني وهؤلاء القوم، فرجعت إلى ناقتها لأنها لم تقدر على مخالفة الامام، فالتفتت يمينا وشمالا فلم تر إلا أجسادا على الرمال ورؤوسا على الأسنة بأيدي الرجال، فصرخت وقالت: وا غربتاه وا أخاه وا حسيناه وا عباساه وا رجالاه وا ضيعتاه بعدك يا أبا عبد الله، قال الراوي: فلما رأتهم على هذه الحالة ذكرت خروجهم من الحجاز وما كانوا عليه من العزة والرفعة والعظمة والجلالة، فبكيت على حالهم وما جرى عليهم.