وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٦٣
أخي حسين لو خيرت بين المقام عندك أو الرحيل لاخترت المقام ولو تأكلني سباع البر.
[أحمي الضائعات ضاع فؤادي * بين أمرين رحلتي ونزولي] [إن أردنا المقام عاجلنا الأقوام * بالضرب حرصا على التعجيل] [أو سروا فالسري يشتت شملي * بين طفل وأيم وثكول] فلم يمهلوهن بل أركبوهن على تلك الحالة العظيمة، فلما صارت الحوراء زينب على ظهر ذلك البعير ونادى سائق الظعن بالمسير، أشارت لكافلها بدمع غزير وقلب كسير.
[أحجاب صوني في أمان الله * عز علي مسرانا وجسمك مودع] [ودعتك الكافي وقد سدت علي * مذاهب الآراء ما بك أصنع] [وسروا بها والعين ترعاه وإن * حجبت أقام فؤادها يتطلع] فلم يزالوا مجدين المسير بهن إلى الكوفة وهن بدموع مذروفة وقلوب ملهوفة إلى أن وصلوا إليها.
روي مرسلا عن مسلم الجصاص قال: دعاني ابن زياد (لع) لاصلاح دار الامارة بالكوفة فبينا أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة، فأقبلت على خادم كان يعمل معنا فقلت: مالي أرى الكوفة تعج بأهلها؟ قال: الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد، فقلت: من هذا الخارجي؟ فقال: الحسين بن علي قال: فتركت الخادم حتى خرج ولطمت على وجهي حتى خشيت على عيني أن تذهبا، وغسلت يدي من الجص وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكناس، فبينا أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس إذ قد أقبلت نحو أربعين بشقة تحمل على أربعين جملا فيها الحرم والأطفال، وإذا بعلي بن الحسين على بعير وطاء وأوداجه
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست