من الطعام معك؟ قال: يا شيخ هل يستحسن أن يدعوك [انسان] إلى دعوة فتحمل من بيتك الطعام؟ قلت: لا قال: الذي دعاني إلى بيته هو الذي يطعمني ويسقيني فقلت: ارفع رجلك حتى تدرك فقال: علي الجهاد وعليه الابلاغ أما سمعت قوله: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين) (1). قال: فبينا نحن كذلك إذ أقبل شاب حسن الوجه عليه ثياب بيض فعانق الصبي وسلم عليه، فأقبلت على الشاب وقلت له: أسألك بالذي أحسن خلقك من هذا الصبي؟ فقال: أما تعرفه هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فتركت الشاب وأقبلت على الصبي وقلت له: أسألك بحق آبائك من هذا الشاب؟ فقال: أما تعرفه هذا أخي الخضر (ع) يأتينا كل يوم فيسلم علينا، فقلت له أسألك بحق آبائك لما أخبرتني بما تجوز المفاوز بلا زاد؟ فقال: بلى أجوز بزاد وزادي فيها أربعة أشياء قلت: وما هي؟ قال:
أرى الدنيا كلها بحذافيرها مملكة الله، وأرى الخلق كلهم عبيد الله وإمائه وعياله، وأرى الأرزاق والأسباب بيد الله، وأرى قضاء الله نافذا في كل أمر فقلت: نعم الزاد زادك يا زين العابدين وأنت تجوز بها مفاوز الآخرة فكيف مفاوز الدنيا.
ومنها ما روي عن الصادق (ع) أنه قال: التصقت يد رجل وامرأة على الحجر في الطواف، فجهد كل واحد أن ينزع يده فلم يقدرا فقال الناس:
اقطعوهما قال فبينما هما كذلك إذ دخل علي بن الحسين فأفرجوا له فلما عرف أمرهما تقدم (ع) ووضع يده عليهما فانحلا.
ومنها ما روي عن الباقر (ع) أنه قال: كان عبد الملك بن مروان يطوف بالبيت وعلي بن الحسين يطوف بين يديه ولا يلتفت إليه، ولم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه فقال: من هذا الذي يطوف بين أيدينا ولا يلتفت إلينا؟ فقيل له؟