والإنسانية السامية.. إذا كان كذلك، فان من الطبيعي أن يشمخوا بآنافهم، وينظروا باعطافهم، وان تأخذهم العزة وتسيطر عليهم مشاعر العظمة والخيلاء بهذا المجد الطريف، بعد ذلك الذل والخنوع التالد، ولا سيما بعد أن تمكنوا - حسب تصورهم - من إزاحة أهل البيت عليهم السلام عن الساحة، وابعادهم عنها، الأمر الذي يعتبرونه تتويجا لغاية آمالهم، ووصولا إلى منتهى رغائبهم...
إذا كان كذلك.. فان من الطبيعي: إن نجد الإمام الحسن عليه الصلاة والسلام يسجل موقفا حاسما في هذا المجال، ويقاوم هذه الظاهرة بأساليب شتى، وطرق متنوعة، فيتختم بخاتم منقوش عليه: " لا اله إلا الله الملك الحق المبين " (1) نعم.. أن الله هو الملك الحق المبين. وملك سواه إن لم يكن هو المصدر، فإنما هو ملك زائف وباطل... كما أن الله هو المبين والمظهر لكل زيف وخطل وانحراف مهما جهد الغاصبون والظالمون في التستر على واقعهم، واخفاء