بطنه، فلم أرى إلا القتال أو الكفر.. الخ " (1) كما أن قبوله للتحكيم الذي أجبره عليه الأعراب الجفاة، وأصحاب الأهواء، لم يكن إلا من أجل هذا الدين، والحفاظ على الرسالة التي جاء بها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهو بذلك يذكر أولئك الجهلة والمغرورين بما كان قد جرى للنبي صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية، حينما محا كلمة " رسول الله " بإصرار من ممثل المشركين، فلا غرو إن جرى لأمير المؤمنين مع البغاة عليه نفس ما كان قد جرى لرسول الله صلى الله عليه وآله مع أعدائه...
دال: وإذا كان أمير المؤمنين عليه السلام يرى: كيف أن الناس قد ركنوا إلى الدنيا، وراقهم زخرفها، واتبعوا أهوائهم، ولم يعد للدين وللإسلام في حسابهم أي اعتبار أو دور يذكر، الأمر الذي يعبر عن ضعف إيمانهم بالله، وعن عظيم جهلهم، وضعف يقينهم، فان أمير المؤمنين عليه السلام يعبر عن ذلك بما كتبه على خاتمه، وهو: " علي يؤمن بالله " (2)