ألف: أما الإمام الحسن عليه السلام.. فقد كان يعاني من ظروف قاهرة وقاسية، من أهمها: جهل الأمة بحقيقة ما يراد بها، وبالمصير الذي تساق إليه على أيدي حكامها. وأصحاب النفوذ فيها، وحتى مال الناس إلى دنيا معاوية وتركوا نصرة الحق، وجرى ما جرى بين الأمام الحسن عليه السلام، وبين معاوية والأمويين.. ويا ليت الأمور كانت قد وقفت عند هذا الحد، وكفى. وانما تجاوزت ذلك إلى ما هو أعظم وأدهى، حتى لنجد الطليعة المؤمنة، والعارفة بالحق، والتي يفترض فيها أن تملك قدرا أكبر من الوعي.. هذه الطليعة لا تستطيع التفاعل مع الأحداث، ولا تقييمها تقييما موضوعيا سليما، حتى أنهم ليعتبرون صلح الإمام الحسن لمعاوية، والذي لم يكن منه عليه السلام إلا من أجل الحفاظ عليهم وعلى الإسلام كله.. ولولا ذلك لم يبق من الإسلام حتى اسمه ولا من الدين حتى رسمه، وقد ساهم في فضح الأمويين وتعريتهم إلى حد بعيد (1) انه حتى هؤلاء يعتبرون هذا الصلح بالذات
(٣٤)