أمرا شائنا ومعيبا، حتى يواجهونه بالكلمة القاسية والجارحة والمرة " يا مذل المؤمنين ".
فالإمام الحسن عليه السلام في ظروف كهذه يعيش أعظم مصيبة، ويعاني أشد الآلام.. وإذن.. فمن الطبيعي أن يكون نقش خاتمه عليه السلام هو: " حسبي الله (1) فهو المعين، وهو الناصر، وهو المهيمن والقاهر، وكل من عداه لا يصح أن يقدم أي عزاء ولا يستطيع الاعتماد عليه في أية نازلة أو بلاء.
باء: وإذا كانت الخلافة قد أصبحت ملكا قيصريا، ويعتبر معاوية نفسه - أنه أول الملوك (2) وإذا كان المال قد فاض في أيدي الناس والحكام وغرتهم المناصب والولايات، وإذا كان هذا الإنسان الذي كان إلى الأمس القريب لا يعد شيئا مذكورا، ويعاني من أحط أنواع الذل والضعة والمهانة قد أصبح الآن يحكم الأقطار، ويثل العروش، ويستولي على البلاد والعباد، وإذا كان لم يكن ثمة لدى الناس مناعات ولا قناعات كافية بالمعاني الإسلامية