نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ٧٣
وهم أهل اليقين في نظرنا - لخرجنا عن الخط الذي أردناه من كتابة هذا التقديم ويكفي أن نذكر من هؤلاء الراسخين المجلسي والطوسي من الجعفرية، والسفاريني من الحنابلة، والشوكاني من الزيدية، وصديق حسن خان، ومحمد ابن الحسين الآبري، وهؤلاء جميعا إنما ينتمون في علمهم بشخصية الإمام المهدي إلى ما انتهى إليه أئمة الاجتهاد المطلق من أصحاب المذاهب الفقهية الثمانية وفي مقدمتهم الخمسة المعتمدون قبل غيرهم: وهم الإمام الصادق وتلميذاه مالك وأبو حنيفة، فالشافعي فأحمد بن حنبل وكذلك بقية المذاهب الثمانية وهم: الزيدية المنسوبون إلى الإمام زيد، والأباضية المنسوبون إلى أباض، والظاهرية المنسوبون إلى داود الظاهر، فإننا لا نعرف قولا لأحد هؤلاء الثلاثة ينكر فيه هذه الحقيقة من المغيبات والسمعيات.
حتى هؤلاء الذين تطرفوا في مباحثهم الفقهية كالخوارج وابن حزم وابن تيمية وابن عبد الوهاب يجمعون على القول به، وكل واحد من هؤلاء يعتبر في نظرنا (مجتهد مذهب) وإن كانوا لا يقاسون بالطبقة الأولى من أهل الاجتهاد المطلق.
ويبقى الخلاف في قضية شكلية للغاية لا أحسبها مصدر خلاف حقيقي من فريقي السنة والشيعة (فالسنة) يرون أن الله يخلق المهدي في أوانه وفي آخر الزمان حين تشتد الأزمات وتبليغ القلوب الحناجر وأنه من بيت النبوة من ولد فاطمة وأنه من الأشراط الكبرى للساعة كما نص على ذلك الحديث الشريف.
(والشيعة الإمامية) يرون أنه هو - الإمام محمد بن الحسن العسكري الذي دخل السرداب في سر من رأى عام 255 وأن الله سيخرجه في آخر الزمان
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 79 ... » »»