نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ٥٩
وقد أشار سيد الأنبياء في أكثر من حديث أن تكفير المؤمن كقتله تماما وشدد النكير على هؤلاء النفر الذين يكفر بعضهم بعضا ولهذا فإن له في هذا الموقف عذره لأن الكثير من الباحثين كانوا أشبه بحاطب ليل خاضوا في الحكم على الإمامية وهم من فرق الشيعة المعتدلين دون أن يميزوا بين المعتدلين من الشيعة و المتطرفين من الفرق كالمؤلهة والحلولية والكيسانية ووقع أمثال هؤلاء في أخطاء جسيمة وتبعات ضخمة كانت سببا في إحداث الفرقة بين طوائف الأمة وحق للمؤلف أن يرفع عقيرته دفاعا عن الحق ودحضا لهذه المفتريات أما القضايا المتعلقة بفلسفة التوحيد فقد كان موقف المؤلف فيها يختلف عن موقفه من قضايا التخرصات التي رمي بها الشيعة الإمامية:
قفد تناول قضية من أشق القضايا التي تعثر فيها العلماء قديما وحديثا وهي آيات الصفات التي وردت في القرآن فقد ذكر فيها أن أهل السنة يعتبرون في عداد المجسمة الذين لا يؤولون الآيات حين يذهبون في قوله - مثلا - الرحمن على العرش استوى بمعنى جلس، ويداه مبسوطتان بمعنى له يدان، وكحديث نزول الله إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل.
بينما يرى أن الشيعة - وحدهم - يؤولون هذه الآيات تنزيها لله عن التجسيم والتشبيه لصفات الحوادث فاستوى بمعنى استولى ويفسرون يده بمعنى قدرته.
والحق أن الفريقين لا يختلفان في التنزيه في فهم آيات الصفات.
وأن المجسمة ليسوا ليسوا جميع أهل السنة وأنما ينحصرون في أتباع ابن تيمية،
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»