نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ١١٩
وفي رواية أخرى (فأقول: سحقا سحقا) ومن روايات علماء الشيعة في ذلك قول العلامة الحلي في شرح التجريد:
والمحارب لعلي عليه السلام كافر لقول النبي (حربك يا علي حربي) قال: ولا شك في كفر من حارب النبي (1) وتخلص من ذلك أن أكثر ما جاء من ذكر المنافقين والمارقين في أحاديث الرسول عليه السلام كان بطريق الكناية لا التصريح بأسمائهم وإن أكثر هذه الأحاديث الواردة فيهم تقع تحت باب (أحاديث المغيبات) وفصل الخطاب في موضوع عدالة الصحابة يستوجب منا - لتكون أحكامنا قريبة من الحقيقة أن نوفق في هذا البحث بين منهج الأخلاق ومنهج العلم، فلا نحن نسئ الظن بالسواد الأعظم من الصحابة فنجا في المنهج الأول الذي ارتآه السنة ولا نحن نغمض أعيننا عما وردت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بإدانتهم - ولو بطريق التلميح والكتابة والتعريض - فنجا في لو فعلنا ذلك المنهج الثاني الذي آثره إخواننا الشيعة بل نحن نجمع بين هذا وذاك، ونضع كل واحد منهم تحت أضواء من المنهج الذي يلائم طبيعته وبذلك نصل إلى أحكام إن لم تكن يقينية فهي أقرب إلى اليقين.
وقد يكون الخلاف بين شقي هذه الأمة خلاف شكلي للغاية وذلك إذا استطعنا أن نخرج المنافقين والمارقين الذين وردت فيهم النصوص من مفهوم كلمة (الصحابة).

1 - وانظر: الدرجات الرفيعة ص 33
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»