وأزعم لهم في ذلك حجة من كلام الرسول في خطابه لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء في قوله:
(يا فاطمة بنت محمد اعملي ما شئت فإني لا أغني عنك من الله شيئا ومن هذا الحديث نعرف - عن يقين - أن العمل مقدم على الصحبة وأي صحبة أقرب إلى حضرة الرسول من صحبة ابنته وبضعته الطاهرة فاطمة عليها السلام.
وهذا النص السابق يدل بطريق التلميح لا التصريح على أن الصحابة ليسوا جميعا في مقام العدالة.
فإن هذا الخطاب مراد به العموم والتشريع، فإنه لا يشك شاك في جلال فاطمة ومكانتها من نفس النبي ولا في شدة استمساكها بما جاء به ويؤيد هذا المعنى قوله عليه السلام في مقام المرأة المخزومية التي سرقت وشفع لها أسامة بن زيد:
(والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها) فالمراد بهذه العبارة أن فاطمة في أعلى مقام من نفس الرسول عليه السلام وأن هذا حكم عام يتناول جميع الصحابة حتى فاطمة التي هي في أعلى مقام من الصحبة والقرابة.
وإذا ثبت هذا ثبت ضده ممن خالف السنة وحاد عما جاء به النبي، وهم الذين ينفي عنهم إخواننا الشيعة معنى العدالة.
هذا في مقام التلميح أما في مقام التصريح فهناك نصوص من القرآن والحديث تدل على خروج بعض الصحابة عن معاني الصحبة فضلا على دلالتها على نفاقهم بل كفرهم.