موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٥١٥
على نفسه فيكون محاسب نفسه، فإن رأى حسنة استزاد منها، وإن رأى سيئة استغفر منها، لئلا يخزى يوم القيامة. طوبى لعبد طلب الآخرة وسعى لها. طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبة.
ثم قال (عليه السلام): رحم الله قوما كانوا سراجا ومنارا، كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم، ليس كمن يذيع أسرارنا.
يا ابن جندب، إنما المؤمنون الذين يخافون الله ويشفقون أن يسلبوا ما أعطوا من الهدى، فإذا ذكروا الله ونعمائه وجلوا وأشفقوا، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا مما أظهره من نفاذ قدرته، وعلى ربهم يتوكلون.
يا ابن جندب، لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة، ولأظلهم الغمام، ولأشرقوا نهارا، ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم.
يا ابن جندب، يهلك المتكل على عمله، ولا ينجو المجترئ على الذنوب الواثق برحمة الله.
قال: فمن ينجو؟
قال (عليه السلام): الذين هم بين الرجاء والخوف، كأن قلوبهم في مخلب طائر شوقا إلى الثواب وخوفا من العذاب.
يا ابن جندب، أقل النوم بالليل، والكلام بالنهار، فما في الجسد شيء أقل شكرا من العين واللسان.
يا ابن جندب، إن للشيطان مصائد يصطاد بها، فتحاموا شباكه ومصائده.
قال: يا ابن رسول الله، وما هي؟
قال (عليه السلام): أما مصائده، فصد عن بر الإخوان، وأما شباكه فنوم عن قضاء
(٥١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 ... » »»