موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٥١٨
يا ابن النعمان، لا يكون العبد مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث سنن: سنة من الله، وسنة من رسوله، وسنة من الإمام. فأما السنة من الله جل وعز فهي أن يكون كتوما للأسرار، يقول الله جل ذكره: ﴿عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا﴾ (1)، وأما التي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فهي أن يداري الناس ويعاملهم بالأخلاق الحنيفية، وأما التي من الإمام فالصبر في البأساء والضراء حتى يأتيه الله بالفرج.
يا ابن النعمان، ليست البلاغة بحدة اللسان، ولا بكثرة الهذيان، ولكنها إصابة المعنى وقصد الحجة.
يا ابن النعمان، من قعد إلى ساب أولياء الله فقد عصى الله، ومن كظم غيظا فينا لا يقدر على إمضائه كان معنا في السنام الأعلى، ومن استفتح نهاره بإذاعة سرنا سلط الله عليه حر الحديد وضيق المحابس.
يا ابن النعمان، لا تطلب العلم لثلاث: لترائي به، ولا لتباهي به، ولا لتماري [به]، ولا تدعه لثلاث: رغبة في الجهل، وزهادة في العلم، واستحياء من الناس، والعلم المصون كالسراج المطبق عليه.
يا ابن النعمان، إن الله " جل وعز " إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء فجال القلب يطلب الحق، ثم هو إلى أمركم أسرع من الطير إلى وكره.
يا ابن النعمان، إن حبنا - أهل البيت - ينزله الله من السماء من خزائن تحت العرش كخزائن الذهب والفضة ولا ينزله إلا بقدر، ولا يعطيه إلا خير الخلق، وإن له غمامة كغمامة القطر، فإذا أراد الله أن يخص به من أحب من خلقه أذن لتلك الغمامة فتهطلت كما تهطلت السحاب، فتصيب الجنين في بطن أمه.

(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»