موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٥١٣
فلا تحسبي أني تناسيت عهده * ولكن صبري يا أميم جميل وكان يقول لأصحابه: إن الله أوجب عليكم حبنا وموالاتنا، وفرض عليكم طاعتنا، ألا فمن كان منا فليقتد بنا، وإن من شأننا الورع، والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البر والفاجر، وصلة الرحم، وإقراء الضيف، والعفو عن المسئ، ومن لم يقتد بنا فليس منا، لا تسفهوا، فإن أئمتكم ليسوا سفهاء.
كان الإمام الصادق (عليه السلام) يهتم بمصالح الأمة، ويجهد نفسه في إصلاح ذلك الوضع الفاسد، وقد بذل جهده في إيجاد قوة فعالة تتجه نحو الخير ليحيا المسلمون حياة طيبة، ولا يحصل ذلك إلا في توثق عرى الأخوة والعلاقات الطيبة بينهم، وإيجاد المحبة في قلب المسلم لأخيه المسلم، في قمع غرائز الإثرة، والابتعاد عن الرذائل واتباع " المثل العليا في الإسلام ".
كما كان وحيد عصره في مختلف العلوم والفنون، وقد ظهر ذلك في أقواله وحكمه، منها ما قال (عليه السلام): ثلاثة لا يعذر المرء فيها: مشاورة ناصح، ومداراة حاسد، والتحبب إلى الناس.
وقال (عليه السلام): إحذر من ثلاثة: الخائن، والظلوم، والنمام؛ لأن من خان لك خانك، ومن ظلم لك سيظلمك، ومن نم إليك سينم عليك.
وقال (عليه السلام): ثلاثة من تمسك بهن نال من الدنيا بغيته: من اعتصم بالله، ورضي بقضاء الله، وأحسن الظن بالله.
وقال (عليه السلام): إياكم أن يحسد بعضكم بعضا، فإن الكفر أصله الحسد، وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم، فيدعو الله عليكم فيستجاب له فيكم، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: " إن دعوة المظلوم مستجابة ".
وقال (عليه السلام): وليعن بعضكم بعضا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: " إن معونة المسلم خيرا وأعظم أجرا من صيام شهر، واعتكافه في المسجد الحرام ".
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»