موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٥١٤
بعض وصايا الإمام لخاصة أصحابه إن للإمام الصادق (عليه السلام) وصايا كثيرة لخاصة أصحابه وحواريه، ومن تلك الوصايا وصيتان نقلهما ابن شعبة الحراني - من أعلام القرن الرابع الهجري - في تحف العقول، وهما طويلتان، ونحن نقتطف فقرات منهما ونترك لمن يريد الاستزادة أو النص الكامل مراجعة الكتاب المذكور، وهو محقق منتشر انتشار الماء والهواء، وأما بقية وصاياه فقد ذكرناها على سبيل المثال لا الحصر.
الوصية الأولى - لعبد الله بن جندب (1):
روي أنه (عليه السلام) قال: يا عبد الله، لقد نصب إبليس حبائله في دار الغرور، فما يقصد فيها إلا أولياءنا، ولقد جلت الآخرة في أعينهم حتى ما يريدون بها بدلا.
ثم قال: آه آه على قلوب حشيت نورا، وإنما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الأرقم (2)، والعدو الأعجم، أنسوا بالله، واستوحشوا مما به استأنس المترفون، أولئك أوليائي حقا، وبهم تكشف كل فتنة وترفع كل بلية.
يا ابن جندب، حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة

(1) عبد الله بن جندب البجلي الكوفي، ثقة جليل القدر من أصحاب الأئمة الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)، وإنه من المخبتين، وكان وكيلا لأبي الحسن الرضا (عليه السلام).
(2) الشجاع: الأفعى العظيمة التي تواثب الفارس، وربما قلعت رأسه، وتكون في الصحراء وتقوم على ذنبها. والأرقم: الحية التي فيها سواد وبياض، وهي أخبث الحيات.
(٥١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 ... » »»