موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٥١٧
فقلت له: جعلت فداك، أين قال؟
قال (عليه السلام): قوله: ﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به﴾ (1).
ثم قال (عليه السلام): المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا، رحم الله عبدا سمع بمكنون علمنا فدفنه تحت قدميه...
وقال (عليه السلام): يا ابن النعمان، إياك والمراء، فإنه يحبط عملك، وإياك والجدال، فإنه يوبقك، وإياك وكثرة الخصومات، فإنها تبعدك من الله.
ثم قال (عليه السلام): إن من كان قبلكم كانوا يتعلمون الصمت، وأنتم تتعلمون الكلام.
إلى أن قال (عليه السلام): إنما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء وصبر في دولة الباطل على الأذى، أولئك النجباء الأصفياء الأولياء حقا، وهم المؤمنون.
إن أبغضكم إلي المترئسون المشاؤون بالنمائم، الحسدة لإخوانهم، ليسوا مني ولا أنا منهم، إنما أوليائي الذين سلموا لأمرنا واتبعوا آثارنا واقتدوا بنا في كل أمورنا.
ثم قال (عليه السلام): والله لو قدم أحدكم ملء الأرض ذهبا على الله ثم حسد مؤمنا لكان ذلك الذهب مما يكوى به في النار.
يا ابن النعمان، إن أردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنه، ولا تمارينه، ولا تباهينه، ولا تشارنه، ولا تطلع صديقك من سرك إلا على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك، فإن الصديق قد يكون عدوك يوما.

(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»