موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٦٣
يقول العلامة الحلي في " الخلاصة ": إن ابن بابويه القمي شيخ القميين في عصره وفقيههم وثقتهم.
وذكر ابن النديم في " الفهرست ": أن الصدوق ذكر مائتي كتاب لوالده.
وإن دل هذا الرقم على شيء فإنما يدل على وجود حركة فكرية قوية في مدرسة قم والري.
وكان ولداه (الصدوق وأخوه) من كبار فقهاء الشيعة ومحدثيهم، وقد وجد هذان العالمان من ملوك آل بويه - وبصورة خاصة ركن الدولة ووزيره (الصاحب ابن عباد) - من الرعاية ما كان يبعثهما على الكتابة والتأليف والبحث الفقهي والتحقيق.
وكان للصدوق ما يقارب ثلاثمائة مؤلف، أشهرها " من لا يحضره الفقيه "، وهو أحد الكتب الأربعة المعول عليها لدى الشيعة الإمامية في استنباط الأحكام الشرعية. ومن يراجع فهارس الكتب الشيعية كالذريعة ورجال النجاشي وفهرست الطوسي ومعالم العلماء لابن شهرآشوب يجد آلاف الرسائل الفقهية من هذا القبيل.
وكانت مدينتا (قم والري) تحت حكومة سلاطين آل بويه، وهم معروفون بنزعتهم الشيعية وولائهم لأهل البيت (عليهم السلام).
الحياة الفكرية في (الري) اعتنق أهل الري بعد فتحها العقيدة الإسلامية وتغلغلت هذه العقيدة في نفوس أبنائها، ونشأت عنهم طبقة جليلة من العلماء والمحدثين والفقهاء، فأسهموا في إيجاد حركة فكرية واسعة بمدينة (الري) قوامها العلوم الشرعية، لا سيما الحديث النبوي الشريف، حيث اهتموا به رواية ودراية، وتناولته الصفوة من أجيال هذه المدينة بالدراسة والتحليل، حتى انتهى إلى عصر الكليني، فبرز فيه وفاق أقرانه.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»