موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٦١
إي والله جعلت فداك؛ لأن عيسى بن عبد الله رجل من أهل قم، فقال: يا يونس، عيسى بن عبد الله هو منا حيا وهو منا ميتا (1).
وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام) مشيرا إلى عيسى بن عبد الله: " سلام الله على أهل قم، يسقي الله بلادهم الغيث، وينزل الله عليهم البركات، ويبدل الله سيئاتهم حسنات، هم أهل ركوع وسجود وقيام وقعود، هم الفقهاء العلماء الفهماء، أهل الدراية وحسن العبادة " (2).
كما كانت الري في هذا التأريخ بلدة عامرة بالمدارس والمكاتب، وحافلة بالعلماء والفقهاء والمحدثين (3).
وقد كان أحد أسباب انتقال مدرسة أهل البيت من العراق إلى إيران هو الضغط الشديد الذي كان يلاقيه فقهاء الشيعة وعلماؤهم من الحكام العباسيين، فقد كانوا يطاردون من يظهر باسم الشيعة بمختلف ألوان التهم والأذى والاضطهاد، فالتجأ فقهاء الشيعة وعلماؤها إلى (قم والري)، ووجدوا في هاتين البلدتين ركنا آمنا يطمئنون إليه لنشر فقه أهل البيت (عليهم السلام) وحديثهم، ويظهر أن قم في أوان عصر الغيبة وعهد النواب الأربعة كانت حافلة بعلماء الشيعة وفقهائها، ومركزا كبيرا من مراكز البحث الفقهي بأعلى المستويات في هذه الفترة، فقد خلفت لنا ثروة فكرية وتراثا ضخما من أهم ما أنتجته مدارس الفقه والحديث الشيعي في تأريخها.

(1) رجال الكشي: 281، الرقم 158، واختيار معرفة الرجال (المعروف برجال الكشي) طبع مؤسسة آل البيت 2: 624.
(2) سفينة البحار، الجزء 2، مادة: " قم ".
(3) مجالس المؤمنين: 92 و 93.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»